منتدى الروح و الريحان النسائي منتدى إسلامي نسائي |
| | استحضار النية واخلاص العمل قبل رمضان | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أملى الجنان
عدد المساهمات : 477 نقاط : 27628 تاريخ التسجيل : 04/10/2009 العمر : 35
| موضوع: استحضار النية واخلاص العمل قبل رمضان الأحد يوليو 25, 2010 3:24 pm | |
|
قال ابن الجوزى: (لله در ارواح تشتاق الى روح قربه, ويطول عليها الزمان شوقا اليه لحبه, ان سألت عن اوصافها, فكل منهم مخلص لربه مجتهد فى طاعته خائف من عتبه)
الحمد لله الذي عم العوالم جودا واحسانا سبحانه جعل رمضان سيد الشهور وضاعف فيه الحسنات والاجور, فهبت فيه علي القلوب نفحة من نفحات نسيم القرب, وسعي سمسار المواعظ للمهجورين في الصلح, ووصلت البشارة للمنقطعين بالوصل,وللمذنبين بالعفو, وللمستوجبين النار بالعتق, لما سلسل الشيطان في شهر رمضان,وخمدت نيران الشهوات بالصيام, انعزل سلطان الهوي, وصارت الدولة لحاكم العقل بالعدل فلم يبقي للعاصي عذر فهيا بنا نعقد صفقة رمضان مع الحي الذي لا يغفل ولا ينام,وسوف نتناول باذن الله فى هذا الموضوع اهم اركان هذه الصفقه وهى النية. وللامانه العلميه هذا الموضوع مقتبس من كتاب عبير الزمان فى فضائل واداب وأحكام رمضان جزى الله كاتبه خير الجزاء مع اولى حلقات هذا الموضوع
استحضار النيه واخلاص العمل لوجه الله تعالى
قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) قال تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَأَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ) وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم: (قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ) وقال له صلى الله عليه وسلم: (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَلاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) وقال تعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللَّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ( وقال تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا)
قال الفضيل ابن عياض رحمه الله: "أحسن العمل هو أخلصه وأصوبه , قالوا: يا أبا على ما أصوبه وأخلصه؟ فقال: ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل , واذا كان صوابا ولم يكن خالصا؟لم يقبل, حتى يكون خالصا وصوابا. (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا وقال تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّه وَهُوَ مُحْسِنٌ) وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا)
روى الامام البخارى فى "صحيحه": عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: "انما الاعمال بالنيات, وانما لكل امرئ ما نوى , فمن كانت هجرته الى الله ورسوله, فهجرته الى الله ورسوله, ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه" .
وقفه مع الحديث: هذا الحديث أصل عظيم فى الدين, وموضوعه الاخلاص فى العمل وبيان اشتراط النية, وهو حديث صحيح متفق على صحته تلقته الامة بالقبول وبه صدر البخارى كتابه "الصحيح" ,وأقامه مقام الخطبة له اشارة الى أنه كل عمل لا يراد به وجه الله فهو باطل لا ثمرة له فى الدنيا والآخرة, فكل عمل مطلوب له النية, فلا عمل مقبول الا بنيه, فاجعل وجه الله تعالى تجاهك فى كل عمل يثيبك الله به ويجزيك عليه. وكما أن البخارى افتتح بهذا الحديث "صحيحه", فان شيخ الاسلام ابن تيمية قال: "وأصل العمل الصالح هو اخلاص العبد لله فى نيته , فانه سبحانه انما أنزل الكتب وأرسل الرسل وخلق الخلق لعبادته, وهى دعوة الرسل لكافة بريته, كما ذكر فى كتابه وعلى ألسنة رسله –عليهم السلام- ولهذا كان السلف الصالح يستحبون أن يفتتحوا مجالسهم وكتبهم وغير ذلك بهذا الحديث : "انما الاعمال بالنيات"فى اول الأمر وبدايته"
وكذلك افتتح كثير من العلماء كتبهم بهذا الحديث,ومنهم من قال انه ثلث الاسلام, ومنهم من قال ربعه, وقال الشافعى فيه سبعون بابا من الفقه.
انتظرونا مع باقى الحلقات | |
| | | أملى الجنان
عدد المساهمات : 477 نقاط : 27628 تاريخ التسجيل : 04/10/2009 العمر : 35
| موضوع: رد: استحضار النية واخلاص العمل قبل رمضان الأحد يوليو 25, 2010 8:02 pm | |
| [size=25]الحلقة الثانية: حقيقة النية
لقد عمى الأمر على كثير من الناس فظنوا ان النية مجرد جريان للخاطر فى الشئ أو تلفظ بقول : "نويت كذا وكذا". وهذا وهم كبير وأمر خطير فى حاجة الى ايضاح وبيان. حيث ان التلفظ بالنية بدعة, والجهر بذلك أشد فى الاثم وانما السنة النية بالقلب؛ لأن الله سبحانه يعلم السر وأخفى, وهو القائل عز وجل (قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ) . وقال تعالى: (سَوَاء مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ) .
ولم يثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه ولا عن الأئمة المتبعين التلفظ بالنية , فعلم بذلك أنه غير مشروع بل من البدع المحدثة.
واعلم أن هذا المعنى الذى يفهمه كثير من الناس للنية بأنها حديث لسان وفكر, أو انتقال من خاطر الى خاطر أو ارادة بارادة لفعل شئ ما, هذا المعنى ليس بنية ولكنه أمنية وفرض على العامل أن يعرف النية من الأمنية, والأمر كما قال يحيى بن معاذ: "لا يزال العبد مقرونا بالتوانى ما دام مقيما على وعد الأمانى" . "وما اختار أحد الأملنى تقوده الا كان أثقل ما يكون خطوا ووجدا ثم السراب الخادع , وعدم الماء وقت العطش" . واذا , فلا حقيقة للنية الا بحدوث التوجه والميل فى النفس وانبعاث شوقها الى العمل , ليندفع العامل بحب وشغف الى تحقيق هذه النية .
فالنية فى اللغة: هى نوع من القصد والارادة , واصطلاحا: قصد الشئ مقترنا بفعله.
النيه والصيام:
النية:ركن ركين من أركان الصيام. قال ابن قدامة: "لا يصح صوم الا بنية اجماعا, فرضا كان أو تطوعا؛ لأنه عبادة محضة فافتقر الى النية كالصلاة ثم ان كان فريضة, كصيام رمضان فى أدائه أو قضائه والنذر والكفارة اشترط أن ينويه من الليل عند امامنا ومالك والشافعى"
وقال النووى: "لا يصح الصوم الا بنية ومحلها القلب, ولا يشترط النطق بها بلا خلاف فمذهب كافة العلماء أنه لا يصح الصوم الا بنية سواء أكان الصوم واجبا أم تطوعا" .
والنصوص الدالة على لزوم النية للعبادات كقوله صلى الله عليه وسلم: "انما الاعمال بالنيات" . تشمل الصوم ويضاف على ذلك النصوص المصرحة بايجاب النية فى الصوم, كقوله صلى الله عليه وسلم: "من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له" .
انتظرونا مع باقى الحلقات وفقنا الله واياكم لما يحب ويرضى[/size] | |
| | | أملى الجنان
عدد المساهمات : 477 نقاط : 27628 تاريخ التسجيل : 04/10/2009 العمر : 35
| موضوع: رد: استحضار النية واخلاص العمل قبل رمضان الإثنين يوليو 26, 2010 1:12 pm | |
| الحلقة الثالثة: تعريف الاخلاص
الاخلاص لغة: مصدر أخلص يخلص, وهو مأخوذ من مادة (خَ لَ صَ) الدالة على تنقية الشئ وتهذيبه .
والمخلصين: قال ثعلب: الذين أخلصوا العبادة لله تعالى والذين أخلصهم الله عز وجل, فالمخلصون المختارون, والمخلصون: الموحدون وكلمة الاخلاص كلمة التوحيد .
واصطلاحا: قال المناوى: "الاخلاص: تخليص القلب من كل شوب يكدر صفاءه" . وقيل: الخلاص عن رؤية الأشخاص . وقيل: تصفية العمل من التهمة والخلل .
فضل الاخلاص:
الاخلاص: مسك القلب, ينقيه من الحقد والخيانة, "الاخلاص مسك مصون فى القلب, ينبه ريحه على حامله" .
حقيقة الاخلاص:
الاخلاص: خروج الخلق عن معاملة الرب, والنظر الى ثواب الله لا يريد بذلك حب محمدة وكراهة مذمة, لا يمازج عمله رياء, ولا سمعة, ولا اعجاب لأنه خلصه من الأدناس, ومخرج الاخلاص من الرغبة والرهبة لله عز وجل فى أصول العقود قبل العمل, فاذا هيجه للعمل رغبة أو رهبة لله واعترضت عليه الآفة فدفعها بقلبه وكرهها بعمله, فقد أخلص لله عز وجل فى عمله" .
انتظرونا مع الحلقة الاخيرة
| |
| | | أملى الجنان
عدد المساهمات : 477 نقاط : 27628 تاريخ التسجيل : 04/10/2009 العمر : 35
| موضوع: رد: استحضار النية واخلاص العمل قبل رمضان الإثنين يوليو 26, 2010 1:16 pm | |
| الحلقة الأخيرة:الاخلاص والصيام
الاخلاص عنوان الصيام:
الصوم هو العبادة الوحيدة التى خصت بالنسبة الى الله تعالى, ففى الحديث القدسى: "كل عمل ابن آدم له الا الصيام, فانه لى وأنا أجزى به" . فالواجب على المسلم أن يستعد لصيام رمضان ايمانا واحتسابا لا رياء ولا سمعة ولا تقليدا للناس أو متابعة لأهله أو أهل بلده . بل الواجب عليه أن يكون الحامل له على الصوم هو ايمانه بأن الله تعالى قد فرض عليه ذلك, واحتسابه الأجر عند ربه فى ذلك . والاخلاص أحلى أعطيات الصيام وأغلى معانيه, والاخلاص لله تعالى خلاص وتجرد بعيدا عن أوحال الأرض والناس .
قال الامام أحمد رحمه الله تعالى : "لا رياء فى الصوم, فلا يدخله الرياء فى فعله, من صفى صفى له, ومن كدَّر كدر عليه, ومن أحسن فى ليله كوفئ فى نهاره, ومن أحسن فى نهاره كوفئ فى ليله, وانما يكال للعبد كما كال" . والصوم يعلم الناس الاخلاص فما صام منافق مرائى اذ يمتنع الصائم عن الشهوات المباحة والمحببة للنفس انما يمتنع عنها لله وحده فى الوقت الذى لا يراه فيه أحد , فيا للصوم من عبادة أسها ولحمتها وسداها الاخلاص, وفيه من النار الخلاص .
1. الاخلاص فى صيام رمضان:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان ايماناً واحتسابا ً غفر له ما تقدم من ذنبه" . قال المناوى فى "فيض القدير": "من صام رمضان ايماناً" تصديقا بثواب الله أو أنه حق "واحتساباً" لأمر الله به طالباً الأجر, أو ارادة وجه الله لا نحو رياء, فقد يفعل المكلف الشئ معتقدا أنه صادق لكنه لا يفعله مخلصا بل لنحو خوف أو رياء ..." .
2. الاخلاص فى قيام رمضان:
قال صلى الله عليه وسلم: "من قام رمضان ايماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" . قال العلامة المناوى: "من قام رمضان" أى: قام بالطاعة فى رمضان أتى بقيام رمضان وهو التراويح, أو قام الى صلاة رمضان أو الى احياء لياليه بالعبادة غير ليلة القدر تقديرا ويحصل بنحو تلاوة أو صلاة أو ذكر أو علم شرعى, وكذا كل أخروى, ويكفى بمعظم الليل, وقيل بصلاة العشاء والصبح جماعة "ايماناً" تصديقا بوعد الله بالثواب عليه "واحتساباً" اخلاصا وجمع بينهما؛ لأن المصدق للشئ قد لا يفعله مخلصاً بل لنحو رياء, والمخلص فى الفعل قد لا يكون مصدقاً بثوابه... " .
3. الاخلاص فى قيام ليلة القدر:
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قام ليلة القدر ايماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" . قال المناوى: "من قام ليلة القدر", أى: أحياها مجردة من قيام رمضان " ايماناً واحتساباً" اخلاصاً من غير شوب نحو رياء طلباً للقبول .
الى هنا انتهت حلقاتنا مع النية والاخلاص سائلين الله ان يبلغنا شهر رمضان الذى بات على الابواب, فيا غيوم الغفلة عن القلوب تقشعى, ويا شموس التقوى والايمان اطلعى, يا صحائف أعمال الصالحين ارتفعى. يا قلوب الصائمين اخشعى, يا أقدام المجتهدين اسجدى لربك واركعى, يا عيون المتهجدين لا تهجعى, يا ذنوب التائبين لا ترجعى, يا أرض الهوى ابلعى ماءك, ويا سماء النفوس أقلعى . يا بروق الأشواق للمحبين المعى, يا خواطر العارفين ارتعى, يا همم المحبين بغير الله لا تقنعى, قد مدت فى هذه الايام موائد الانعام للصوام فما منكم الامن دُعى, ويا همم المؤمنينأسرعى , فطوبى لمن أجاب فأصاب, وويل لمن طرد عن الباب وما دعى .
وأخيرا أسألكم الدعاءوأشهد الله أنى أحبكم جميعا فى اللهأختكم أملى الجنان | |
| | | | استحضار النية واخلاص العمل قبل رمضان | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|