منتدى الروح و الريحان النسائي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الروح و الريحان النسائي

منتدى إسلامي نسائي
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيل

 

 نداء إلى ربات الخدور

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أملى الجنان




عدد المساهمات : 477
نقاط : 27553
تاريخ التسجيل : 04/10/2009
العمر : 34

نداء إلى ربات الخدور  Empty
مُساهمةموضوع: نداء إلى ربات الخدور    نداء إلى ربات الخدور  I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 21, 2010 4:45 am


بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين










نداء إلى ربات الخدور




إن الزوجة بعد رمضان لابد أن تكون من أوائل الناس ثباتًا بعد رمضان، فدورها لا يقتصر على نفسها فقط، بل إنها تؤثر في زوجها وأولادها، ولذا كان علينا أن نفاتح الزوجات في أمر في غاية الأهمية ألا وهو "طاعة بلا تردد"، نعم ونقصد به الاستجابة الفورية لأوامر الله عز وجل واجتناب نواهيه.



نور الاستجابة:
ولربات الخدور من سليلات مريم وامرأة فرعون وخديجة وفاطمة وعائشة، أوفر حظ ونصيب من هذا النور، كشفت لنا أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها عن قبس منه حين قالت: ( لما نزلت هذه الآية: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} [الأحزاب: 59]؛ خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة، وعليهن أكسية سود يلبسنها) [تفسير ابن كثير، (6/482)].
فلئن كانت شهوة التزيُّن عند المرأة، وحبها لإظهار حسنها وجمالها، مما فطر الله تعالى عليه بنات حواء، {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} [الزخرف: 18]، فإن صوت أوامر الله تعالى أعلى في قلوب المؤمنات من أي صوت، بل ما سُمِّيَ الأنصار أنصارًا إلا لأنهم نصروا دين الله تعالى على شهوات نفوسهم وأهوائهم في عالم النفس والضمير، قبل أن ينصروه بأبدانهم وأموالهم وأسلحتهم في عالم الواقع المحسوس.
فلو كان النساء كما ذكرنا لفضلت النساء على الرجال
فما التأنيث لاسم الشمس عيب ولا التذكير فخر للهلال
فإيمان بلا طاعة هباء، وإسلام بلا استجابة غُثاء، فإن ساق الإيمان لا تقوم إلا على جذر الاستسلام المطلق لمنهج الله تعالى في كل شأن من شئون الحياة، سواء كان ذلك في عالم الشعور والإحساس، أم في عالم الفعل والعمل والجوارح، فأعمِل ـ أيها المؤمن ـ بصرك في تلك الجمهرة من النصوص العظيمة، ثم ارجع بصر التأمل فيها كرتين؛ ينقلب إليك البصر موقنًا بحقيقة الإيمان وهو بصير.
حقيقة الإيمان:
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} [الأحزاب: 36].
فهكذا حكم الله جل وعلا في كل من آمن بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا ورسولًا، أنه لا يتم له إيمان، بل لا تستقر حقيقته في قلبه إلا بعد أن يمتثل حقًا لأوامر الله تبارك وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، بل ليس له من أمر نفسه شيء، وكيف يكون له خيار في نفسه وحياته؟! وهو عبد مربوب لله تعالى، الذي خلقه فسواه فعدَّله: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ}[الأعراف: 54].
ويوضح الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره العظيم هذه الحقيقة فيقول: ( فهذه الآية عامة في جميع الأمور، وذلك أنه إذا حكم الله ورسوله بشيء؛ فليس لأحد مخالفته، ولا اختيار لأحد هنا، ولا رأي ولا قول) [تفسير ابن كثير، (6/423)].
فهكذا الإنسان المسلم، يأتيه الأمر من الله تعالى، أو من رسوله صلى الله عليه وسلم، فلا يفكر ولا يتردد، لا يتلكأ ولا يتباطأ، إنما تجد منه تطبيقًا فوريًا، وتنفيذًا عمليًا، وتجسيدًا مباشرًا لهدي الكتاب والسنة، حتى لكأنه مصحف يمشي على قدمين، ولسان حاله
ذلك أنه يدرك جيدًا أنه لا خيار له أمام أمر الله تبارك وتعالى العليم الحكيم، الذي ما أمره إلا بما يصلحه في الدنيا والآخرة، ومن ثَمَّ؛ فلا يُقدِّم طاعة هواه ونفسه على طاعة مولاه، الذي رباه بنعمه، وغذاه بإحسانه.
وبرجوعنا إلى كتب تفسير الذكر الحكيم في سبب نزول تلك الآية العظيمة، يَتبيَّن لنا عمليًا معنى حقيقة الإيمان كما فهمها الرواد الأوائل لحياة النور رضي الله عنهم.
الطاعة العجيبة:
قال أنس رضي الله عنه: (كان رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له: جليبيب، في وجهه دمامة، فعرض عليه رسول الله التزويج؛ فقال: إذًا تجدني كاسدًا، فقال صلى الله عليه وسلم: (غير أنك عند الله لست بكاسد).
فلم يزل صلى الله عليه وسلم يتحين الفرص لتزويج جليبيب، حتى جاء رجل من الأنصار يومًا يعرض ابنته الثيب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتزوجها، فقال صلى الله عليه وسلم: نعم يا فلان، زوجني ابنتك.
قال: نعم ونعمين، يا رسول الله.
فقال صلى الله عليه وسلم: إني لست أريدها لنفسي، قال: فلمن؟ قال: لجليبيب.
قال: جليبيب!! يا رسول الله، حتى أستأمر أمها.
فأتى الرجل زوجته فقال: إن رسول الله يخطب ابنتك.
قالت: نعم ونعمين، زوِّج رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إنه ليس يريدها لنفسه.
قالت: فلمن؟
قال: يريدها لجليبيب.
قالت: حلقى لجليبيب، لا لعمر الله، لا أزوج جليبيبًا، وقد منعناها فلانًا وفلانًا.
فاغتم أبوها لذلك، وقام ليأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فصاحت الفتاة من خدرها بأبويها: من خطبني إليكما؟
قالا: رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قالت: أتردان على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره؟ ادفعاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإنه لن يضيعني.
فكأنما جلَّت عنهما، فذهب أبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، شأنك بها، فزوِّجها جليبيبًا، فزوجها النبي صلى الله عليه وسلم جليبيبًا، ودعا لها وقال: (اللهم صُبَّ عليهما الخير صبًّا، ولا تجعل عيشهما كدًا كدًا).
فلم يَمْضِ على زواجه أيام حتى خرج النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة، وخرج معه جليبيب، فلما انتهى القتال وبدأ الناس يتفقد بعضهم بعضًا؛ سألهم النبي صلى الله عليه وسلم: (هل تفقدون من أحد؟)، قالوا: نفقد فلانًا وفلانًا.
ثم قال: (هل تفقدون من أحد؟)، قالوا: نفقد فلانًا وفلانًا، ثم قال: (هل تفقدون من أحد؟)، قالوا: نفقد فلانًا وفلانًا، قال: (ولكني أفقد جليبيبًا).
فقاموا يبحثون عنه ويطلبونه في القتلى فلم يجدوه في ساحة القتال، ثم وجدوه في مكان قريب إلى جنب سبعة من المشركين، قد قتلهم ثم قتلوه.
فوقف النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى جثته، ثم قال: (قتل سبعة ثم قتلوه، قتل سبعة ثم قتلوه، هذامني وأنا منه)، ثم حمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على ساعديه، وأمرهم أن يحفروا له قبره.
قال أنس: فمكثنا نحفر القبر، وجليبيب ما له سرير غير ساعدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى حفر له ثم وضعه في لحده.
قال أنس: فوالله، ما كان في الأنصار أيم أنفق منها، تسابَق الرجال إليها كلهم يخطبها بعد جليبيب. [الاستيعاب في معرفة الأصحاب، ابن عبد البر، (1/81)].
فسلام على جليبب وزوجه، سلام على صاحب تلك النفس الطاهرة، يوم ترك صاحبها عروسه التي لم يمض على دخوله عليها سوى أيام قلائل، ليلبي نداء الله ورسوله، وهنيئًا له تلك النسبة الشريفة، والميتة العالية، والدرجة الرفيعة.
وسلام على تلك اللؤلؤة المصونة رضي الله عنها، يوم استجابت لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقدمت أمره على هواها وهوى والديها؛ فأعقبها الله بذلك هناءة العيش في الدنيا والآخرة بإذن الله.
شعار المؤمنات:
{إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [النور: 51].
فهذا هو شعار كل مسلم، الذي من خلاله يتعامل مع كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، يعلمه الله إياه في سورة النور، إنه: ( السمع والطاعة بلا تردد ولا جدال ولا انحراف، السمع والطاعة المستمدان من الثقة المطلقة في أن حكم الله ورسوله هو الحكم وما عداه الهوى.
النابعان من التسليم المطلق لله، واهب الحياة، المتصرِّف فيها كيف يشاء، ومن الاطمئنان إلى أن ما يشاؤه الله للناس خير مما يشاءونه لأنفسهم، فالله الذي خلق أعلم بمن خلق) [في ظلال القرآن، سيد قطب، (5/290)].
فإنه سبحانه في هذه الآية العظيمة قد: (ذكر حالة المؤمنين الممدوحين، فقال: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ} حقيقة الذين صدقوا إيمانهم بأعمالهم، حين يدعون إلى الله ورسوله ليحكم بينهم، سواء وافق أهواءهم أو خالفها، {أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} أي: سمعنا حكم الله ورسوله، وأجبنا من دعانا إليه وأطعنا طاعة تامة، سالمة من الحرج، {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} حصر الفلاح فيهم، لأن الفلاح: الفوز بالمطلوب، والنجاة من المكروه، ولا يُفلِح إلا من حكَّم الله ورسوله، وأطاع الله ورسوله) [تفسير السعدي، ص(571-572)].
ماذا بعد الكلام؟
ـ اجلسي مع زوجك، وابدئي معه طريقكما للثبات بعد رمضان، بأن تعينان بعضكما على طاعة الله، بأن تصليا معًا على سبيل المثال.
ـ ابدئي في تعليم أولادك الاستجابة لأوامر الله، كالاستجابة للآذان بالذهاب إلى الوضوء والصلاة في المسجد.
المصادر:
· تفسير السعدي.
· تفسير ابن كثير.
· في ظلال القرآن، سيد قطب.
· الاستيعاب في معرفة الأصحاب، ابن عبد البر.




المصدر

مفكرة الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نداء إلى ربات الخدور
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الروح و الريحان النسائي :: ملتقى القلوب :: استراحة الريحان-
انتقل الى: