منتدى الروح و الريحان النسائي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الروح و الريحان النسائي

منتدى إسلامي نسائي
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيل

 

 ما لكم لا ترجون لله وقارا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أملى الجنان




عدد المساهمات : 477
نقاط : 27553
تاريخ التسجيل : 04/10/2009
العمر : 34

ما لكم لا ترجون لله وقارا Empty
مُساهمةموضوع: ما لكم لا ترجون لله وقارا   ما لكم لا ترجون لله وقارا I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 14, 2010 12:11 am


مالكم لاترجون لله وقارا _ محمد العريفي
http://live.islamweb.net/lecturs/Mh-al3reafi/8094.mp3
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلِ وسلمُ على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم ثم الحمد لله الذي لايخيب لديه أمل الآملين ولايضيع عنده عمل المسلمين .
الحمد لله الذي لافوز الا في طاعته ولا رضاً إلا في التقرب الى عظمته
الحمدلله الذي سبحت له السماوات واملاكها وسبحت له النجوم وأسلافها وسبحت له الانهار واسماكها وسبحت له البحار وحيتانها والأرض وسكانها وإن من شيء إلا يسبح بحمده
"وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ" الاسراء 44.
سبحت له سبحانه النجوم والجبال وسبحت له الآكام والرمال وسبح له الشجر والدوآب والتلال وكما قلنا أن الله عز وجل "وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ "
أما بعد أيها الاخوةُ في الله :
إن الله عز وجل لما خلق الناس خلقهم على أنواع شتى فهدى طائفةً منهم الى الاسلام والايمان وكان في هذا تسميةً لهؤلاء ثم انه عز وجل جعل طائفةً يدلون بما قدمو من أعمالهم ولما خلق الله تعالى قبل ذلك آدم اخرج من ظهره ذريته كالذر ثم اشهدهم على انفسهم فقال لهم تعالى :لست بربكم قالوا :بلى
شهِدوا لهُ عز وجل بأنهُ هو الإله وهم العبيد انه هو الرب والسيد وهم الأرقاء والأذلاء أنه هو الابُ العزيز وهم الطائعون الأذله له عز وجل ،، لذلك شرع الله عز وجل لعباده أعمالاً يتقربون بها اليه حتى يشعرهم بأنهم عباد وبأنهم عبيد وأرقاء لذلك شرع لهم في صلاتهم ان يسجدوا بين يديه ثم إذا سجدوا ووضعوا هذه الجباه التي طالما كرموها وضعوها في التراب وجعلوا هذه الأنوف ترضم في الأرض عندها يقول احدهم سبحان ربي الاعلى، شرع لهم عز وجل أن يقطع على احدهم نزةَ النوم والرقاد ثم يقوم في ظلمه الليل سواء في شده الحر أو شده البرد ليؤدي صلاة الفجر مع الجماعه وإن اعرض هذا العبد وأن ابى وأن تكبر ورفض أَن يقوم من فراشه و أعرض عن طاعه ربه عندها يستحق العقوبه من ربه عز وجل لأن هذا العبد لم يطع أمر سيده
شرع الله عز وجل ان يكدح الانسان ويتعب ثم اذا جمع هذا المال الذي جمعه بعرق جبينه وكد يده وجسده شرع له عز وجل إذا جمع هذا المال ان يقفز به الى اقوام لم يتعبو كتعبه ولم يصب منهم العرق كما صب منه وأنما هم احياناً قد يكونون جالسين في بيوتهم ومع ذلك لما استحق الزكاة امر الله عز وجل هذا العبد ان يأخذ هذا المال الذي جمعه بتعبه ونفضه ثم يقدمه اليهم ولا يحق لهذا العبد ان يعترض ولا يحق له ان يرفض ولايحق لنفسه ان يبدي اعذاراً من عند نفسه أو سواها واذ قدم ذلك او اعرض عن ذلك يستحق العقوبه لانه عبد لم يطع امر سيده لذلك اذا علم الانسان انه عبد بين يدي الله عز وجل صار كما قال ربنا سبحانه :
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ" .فاطر:15-17
وقال عز وجل في الايه الاخرى : "قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ"
لولا هل تقرب والبكاء فينظر اليكم عز وجل فيرحمكم لولا انكم تقدمون هذا وإلا تخشعن اليه سبحانه وتعالى معكم قل مايعبأ بكم ربي لذلك يا أخواني كلما كان السيد اعظم قدرا واعظم ملكا واعز سلطانا كان العبد منه اقرب وله ارغب واليه اقرب لذلك كلما قل قدر الله عز وجل في قلب الانسان هان على هذا الانسان ان يعصي الله عز وجل
نعطيكم مثال على ذلك :
لما تقدم نوح عليه السلام بالدعوه الى قومه بدأ يدعوهم الى الله عز وجل ويبين لهم اهميه هذا الاله في العباده لما تقرب اليهم بذلك وبينها لهم تكبر هؤلاء القوم فأمر الله عز وجل نوحاً ان يبين لهم عظمته عز وجل فقال نوح عليه السلام لهم :
"فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا. يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا. وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} نوح/10 -12
ثم صاح بهم عليه السلام قائلاً : "مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً" نوح 13
يقول ابن عباس رضي الله عنه وفي ذلك ومعناه مالكم لاتعرفون لله حق عظمته ولاتخشون له عقابً ولا ترجون له ثوابً ثم
بين لهم عليه السلام عظمه الله عز وجل ليرغبهم في الخير والطاعه ويخوفهم من الشر والمعصيه
فقال عليه السلام كما حكا ذلك ربنا عز وجل في كتابه :
"مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا" نوح 10-20
ثم لما بين لهم ذلك وبين لهم عظمه الله عز وجل ازدادو إعراضا لذلك اذا ذكر الله عز وجل العاصين في كتابه كما بين ذلك في عدةِ سور من القرآن يقول الله سبحانه وتعالى اذا عرض امر هؤلاء العصاة يبين الله عز وجل سبب هذه المعصيه فيقول الله عز وجل : "وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ". لذلك لما ذكر الله عز وجل في سوره فُصِلَتْ كان محمد صلى الله عليه وسلم يقول الى قومه كيف انه بين لهم الدين ودعاهم الى الله عز وجل ثم لما اعرضوا امره الله عز وجل ان يبين لهم عظمته فقال عز وجل كما ذكر ذلك في الكتاب العزيز قال سبحانه :" قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِوَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَاأَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَآء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِاِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَآئِعِينَ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَآء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَآء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُالْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ". فُصِلَتْ 9-12
ثم لما بين الله عز وجل هذه العظمه أراد سبحانه ان ينبه هؤلاء الناس اذا انهم اعرضو عن الايمان وأن انغرسو في الكفر اكثر فأنه عز وجل لايحتاج الى هذه الطاعه ولاهو في هذه الحاله مفتخر بهذه العباده فقال جل جلاله : "فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍوَثَمُودَ ".فُصِلَتْ 13
لذلك يا أخواني ما يبلغ العبد درجه الصديقين المهتدين حتى يأتون الله جل جلاله أرفع في نفسه من كلَ شيء كما قال سبحانه وتعالى عن المؤمنين :" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَاذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ" .
ثم بين الدرجه الثانيه بعد ذلك فقال سبحانه وتعالى : "وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا "
كان محمد ابن سيرين رحمه الله تعالى يجلس اليه الناس فيحدثهم ويتحدث معهم فقال اذا ظحك اليهم وسألهم عن الاخبار سأله سآئل عن شيء من أمر الشريعه والجنةِ والنار قال فأذا سؤل عن ذلك تغير لونه وتبدل حتى انه ليس بالذي كان من خشيه الله عز وجل وخوفهِ منه وتعظيمه لربه تعالى .
قال ابراهيم ابن اشعر خادم سليل ابن ايار يقول ما رأيت احداً كان الله تعالى في صدرهِ اعظم من القُرَين كان أذا ذُكِر الله سبحانه وتعالى عنده أو سَمِعَ القرآن ظهر به من الخوف والخجل وفاضت عيناه وبكى حتى يرحمه من يكون بحظرته .
وبعدالله بن مبارك يقول عنه عين بن حماد كان ابن المبارك اذا قرأ كتاب القرآن وذكرت له النجه والنار وذُكِرَ بثواب الله وعقابه يصير كأنه ثور منثور الى البكاء ولايستطيع احد منا ان يدنو منه أو ان يسئله عن شيء وأن سأله احد دفعه عنه حتى ينتهي عنه ذلك .
كلُ هذه يا اخواني لأنهم اذا ذُكِرَ الله وجِلَت قلوبهم
يقول الأمام احمد رحمه الله تعالى في كتابه العبر والمعرفه في الرجال يقول قال سفيان الثوري كانو يقولون يعني اصحاب سيف ابن مسلم كانو يقولون ما رفع سيف ابن مسلم رأسه الى السماء منذُ كذا وكذا تعظيماً لله عز وجل .
وكان صلى الله عليه وسلم يغرس هذا الامر في نفوس اصحابه رضي الله عنهم وذلك حتى ينزع من نفوسِهم وقلوبِهم خشيةَ الناس ويجعلهم يتعبدون لله عز وجل وحده .
يقول ابو موسى الاشعري رضي الله تعالى عنه: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمسةِ كلمات: إن الله لا ينام يعني بهذه الكلمات ان الله لاينام ولاينبغي له ان ينام يخفض القسط ويرفعه ، يرفع اليه عمل الليل والنهار وعمل النهار قبل الليل ، حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه كل شيء ادركه بصره من خلقه . رواه الأمام مسلم .
وقال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه وهذا الحديث روي مرفوعاً من السماء الدنيا والتي تليها مسيره خمسمائةِ عام ومابين السماء الاثالثه والتي تليها بين الاخرى مسيره خمسمئةِ عام ومابين كل سماء وسماء مسيرةِ حمسمئةِ عام وبين السماء السابعه وبين الكرسي مسيرةِ خمسمئةِ عام والعرش فوق الماء والله عز وجل فوق العرش وهو يعلم مآ أنتم عليه .
وفي روايةٍ عنه قال :ولا يخفى عليه شيءٌ من اعمالِكم . حديث اخرجه الدارمي وصححه اسناده ابن القيم والشاهدي والهيثمي .
وفي روايه عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فمرت بنا سحابه فقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ما هذا ؟ يريد ان يشدهم بهذا السؤال وانه صلى الله عليه وسلم يعلم قال ما هذا ؟ قلنا: السحاب ، قال: والمُزُن ،قلنا: والمُزُن, قال: والعنان ،قلنا: والعنان ، قال: أتدرون كم بين السماء والارض الآن. أتى الفائده من هذه الاسئله قال اتدرون كم بين السماء والارض قلنا: الله ورسوله اعلم ,قال: كذا وكذا سنه ثم عد سبع سماوات ثم قال فوق ذلك بحر بين اسفله وأعلاه كما بين السماء الى السماء ثم ذكر الحديث وقال في آخره والله عز وجل فوق ذلك وهو يعلم ما أنتم عليه وهذه روايه اخرى لما تقدم والحديث صححه الامام ابن القيم .
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو على المنبر: يأخذ الجبار جل جلاله سمواته واراضيه بيده قال: وقبض يده يعني صلى الله عليه وسلم قبض يده قال: ثم جعل يقبضها ويبسطها ويقول: انا الجبار انا الملك يعني ان الله يقول ذلك يوم القيامه انا الجبار انا الملك اين الجبارون؟ اين المتكبرون ؟ يقول عبدالله ابن عمر وجعل صلى الله عليه وسلم يتميل على المنبر حتى اني اقول اهو واقع برسول الله اهو واقع برسول الله وانا انظر وجعل يتميل والمنبر يتحرك من اسفل منه حتى قلت هو ساقط برسول الله صلى الله عليه وسلم وتلآ قوله تعالى :"وَالْأَرْضُ جَمِيعًا
قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ
"صحيح مسلم.


وعن ابني العباس رضي الله عنهما قال : جاء يهودي الى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: يامحمد ان الله يمسك السماوات على أصبع والأراضين على أصبع والجبال على أصبع والخلائق على أصبع ثم يقول أنا الملك انا الملك يسئله ابن عباس فلما سمع صلى الله عليه وسلم ذلك ضحك حتى بدت نواجده تعجباً وتصديقاً له ثم قال الله عز وجل :"وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ".
وعن زبير ابن مسلم رضي الله عنه قال : اتى الرسول صلى الله عليه وسلم اعرابي وقال: يارسول الله شهدت الانفس وضاع العيال وأنهكت الاموال وهلكت الابدان فأستسقي الله لنا يعني اطلب السقيا من السماء نزول المطر. قال هذا الاعرابي. قال: فأنا نستشفع بك على الله تبارك وتعالى. يعني نطلب منك انك تتوسط الى الله وتدعو الله عز وجل ان ينزل الغيب ثم اخطأ بعباره بعدها فقال ونستشفع بالله عليك يعني نطلب الله ان يتوسط عندك انك ترضى عن رسول الله. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم له : ويحك اتدري ما تقول ؟ يقول ثم سبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه اصحابه يعني اصابه الحزن من ذلك والخوف ثم قال: ويحك لايستشفع بالله على احد من خلقه فأن شأن الله تعالى اعظم من ذلك ويحك اتدري ما الله ؟ اتدري ما الله ؟ ان عرشه على سماواته واراضيه لهكذا وقال بيده اليسر القبضه يعنه انه محيط بها. وقال: انه ليئط به أطيط الرحل بالراكب.
يعني ان هذا العرش لا يكاد يتحمل من عظمه الله فوقه والحديث صححه الامام ابن القيم ورد عن من ظعفه في الوجود.
وعن قتاده رضي الله عنه أنه سئل عن قول الله عز وجل" تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ "
يعني تتشقق فقال للسائل اتدري مما تتشقق ؟ قال مما ؟قال من عظمه الله جل جلاله فوقها ولكي يعرف العبد قدره وانكساره بين يديه عز وجل
ينبغي يا أخواني ان يتفكر في اصل خلقه
يقول الامام احمد رحمه الله تعالى بعد كلام له بديع قال وقد روى بشر بن جحاش رضي الله عنه ان الرسول صلى الله عليه وسلم بسط في يده يوما جالس مع اصحابه صلى الله عليه وسلم فبسط في يده قال ثم حرك بساطه بطرف اصبعه. وقال يقول الله تعالى : "يَا ابْن آدَم أنَّى تُعْجِزْنِي وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن مِثْلِ هَذِهِ"، حتى اذا سويتك ونفخت فيك الروح جمعتَ ومنعتَ حتى اذا بلغت الروح الحلقوم قلت اتصَدق؟ وأنى اوان الصدقه .
يقول الامام ابن القيم رحمه الله تعالى لما ذكر هذا الحديث في كتابه مفتاح دار السعاده تكلم عن اصل خلقه الانسان وان الانسان انما خُلِقَ من ماء دافق ويقول كيف يتكبر عن طاعة عز وجل وتأملو يا اخواني الله يسمعكم ولعل يحرك هذا الكلام قلوبونا .
يقول الامام ابن القيم رحمه الله: فأنظر الان الى النطفه بعين بصيره وهي قطره من ماء مهين مستقذر لو مرت فيها ساعه من الزمان لفسدت وانتنت كيف استخرجها رب الارباب العليم القدير من بين الصلب والترائب استخرجها منقاده بقدرته ثم جعل لها قراراً متيناً لايصل اليها الهواء فيفسدها ولا البرق فيجمدها ولا الحر فيتسلط عليها قال ثم حفظها ثم انقلبت بعد ذلك من نطفه بيضاء الى علقه حمراء ثم جعلها مضغه لحم ثم جعلها عظام مجرده لاكسوه عليها ثم جعلها بعد ذلك مستويه خلقه كامله قال ولو اجتمع الخلق كلهم على ان يخلقو لها عينا او بصرا او ظفرا او عصبا او جلدا او شعره لما استطاعو ذلك قال ثم تأمل في قدره الله عز وجل البارعه في تجسيد العظام وأنظر شكل العينين قال ثم اقتظت حكمه الله تعالى ان جعل ماء الاذن مرا في غايه المراره فلا يجاوزه الحيوان يعني هذه الحشره فلا تسطعهُ داخله اليه بل لو دخلت لتعمل الحيله لتخرج منه وقال: جعل ماء العينين مالحا ليحفظها فأنها شحمه قابله للفساد وجعل ماء الفم عذبا ليدرك طعوم الاشياء .
ثم قال رحمه الله تأمل خلقه الله عز وجل لليدين اللتان هما آلةُ العبد وسلاحه فطولهما ليصلا لبدنه كلهِ ثم جعل الكف عريضا ليقبض ويسبغ ثم قسم الاصابع احسن تقسيم فجعل اربعة منها في جهه وواحد في جهه فجائت على احسن تقويم ولو اجتمع الخلق كله ليستنبطوا الوضع آخر لخلق للأصابع لما استطاعوا ان يأتوا بوضع احسن من هذا الوضع واستعمل الانسان هذه الاصابع الخمسه يريد تقسيمها تقسيم جديد حتى يمكن ان يقبض الجهه وتخدمه اكثر لم يجد قسمه وخلقا احسن من ذلك يقول فلم يجد الى ذلك سبيلاً فسبحان الله لو شاء جعلها طبقاً واحدا لا تنثني فلا يتمكن الانسان وقتها من القبض ولا من الكتابه ولو شاء لجعلها مقبوضه فلا يتمكن الانسان من حمل الاشياء فسبحان من لايقدر قدره وهوه من فوق العرش ربٌ موحدُ ثم قال رحمه الله وتكلم يآ أخواني عن عظمه الله عز وجل في خلق الاظافر يقول وركب هذه الاظافر على رؤوس هذه الاصابع زينه وعناده ووقايه وليحكَ الانسان بها بدنه فالظفر الذي هو افقر الاشياء وعدمه الانسان ثم ظهرت بهِ حكه لشتدت حاجته اليه ثم قال وهب الله تعالى اليد الى موضع الحك فتجد ان اليد تمتد الى موضع الحك ولو في النوم من غير الحاجه الى سؤال احد ولا الى طلب الا زال الانسان نائم فأذا اراد ان يحك قدمه أو فخِذه أو ساقه أو نحو ذلك مايحتاج الى الاستيقاظ من النوم أو النظر الى موضع الحك او يرى مثلاً علامه معينه لا .
تجد ان هذه الاصبع بأذن الله عز وجل تهتدي مباشره الى الموضع الذي يمبغي ان يحك وأحياناً يكون موضع صغير لايحتاج الى حجم الظفر ومع ذلك يهتدي اليه الانسان ثم يحكهُ فسبحان من لايقدر الخلق قدره وهو من فوق العرش ربٌ موحدُ ثم تكلم رحمه الله تعالى عن عظمه الله عز وجل في خلق العظام وفي ان جل جلاله جعلها متماسكه للأوتار ثم قال كل ذلك صنع الرب الحكيم وتقدير العزيز العليم في قطره من ماء مهين ! في قطره من ماء مهين فويلٌ للمكذبين والجاهلين .
ثم قال رحمه الله بعد ان تكلم عن الجبال والاشجار والانهار والسماوات والارض قال بعد ذلك فأرجع الى النُطفه وتأمل حالها أولاً وما صارت اليه ثانياً أول ماظهرت كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم : أَنَّى تُعْجِزُنِي وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ وقال ثم تأمل كيف صارت اليه ثانياً قال ولو أجتمع الانس والجن والاولون والاخرون على ان يخقلوا لها سمعا أو بصراً أو عقلاً أو قدرةً أو علماً أو روحاً الى آخره يقول لعجزوا عن ذلك قال فهذا ربُنا الذي اتقن كل شيء في ماء مهين فمن كان هذا صنعه في قطره من ماء فكيف صنعه في السماوات وفي عقلها وايضا في خلقها والله عز وجل قد قال :
"أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا . رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا ". النازعات 27
فالسماء اعظم فإذا كان كُلُ ذلك من أمر هذا المخلوق الظعيف الذي هو من قطره من ماء مهين فكيف يكون خلق ربِنا عز وجل فيما هو اعظم من ذلك ثم تكلم في اربعه اسطر عن السحاب وعن ماينزل منه الله عز وجل من القَطِر فقال رحمه الله تعالى ثم تأمل الى السحاب وكيف يخلقه الله عز وجل مع لينه ورخاوته وحامل من الماء الثقيل بين السماء والارض الى ان يأذن ربه عز وجل فيرسل ما معه من ماء بقدر مكتوب فيرش السحاب الماء على الارض رشاً لاتختلف قطره بقطره ولا تتقدم قطره على قطره بل تنزل وكل واحده منها في الطريق الذي رسم لها لاتعدل عنه يقول ابن عباس بالمناسبه في ذلك يقول ابن عباس رضي الله عنه قال : ان الله عز وجل ينزل مع كل قطره من السماء ملك ينزلها حتى يضعها في موضعها.
فكل قطره من السماء تنزل ينزل الله عز وجل معها ملك حتى يضعها في موضعها.
الآن لو أحضرنا للانسان شيء قليل مقدار قليل من الماء نقل له نريدك ان تخرج على هذه الجهه من هذا الجدار تجد انه لايستطيع اني يخرج وهو ماء قليل فكيف نقول له اجعل هذا الماء موزعا في قطرات على هذا الجدار فكيف بالرب عز وجل ان ينزل هذه الماء من السماء على هذه الارض ثم تنزل كل قطره في مكان معين لا تتجاوزه ولاتتقدم ولا تتأخر .
قال ابن القيم فأنظر كيف يسوق الله هذا للعباد والدوآب والطير والبر والنمل وفوقه رزقاً من حوالي فلان في الارض الفلانيه في جانب الجبل الفلاني فيصل اليه الماء على شده العطش في وقت اختاره الله عز وجل, ثم قال: هذا وكم لله تعالى من آيه في كل مايقع عليه ويبصره العباد ولايبصرونه تثى الاعمار دون الاحاطه بها ودون تفصيلها الى اخره ماذكر رحمه الله تعالى .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أملى الجنان




عدد المساهمات : 477
نقاط : 27553
تاريخ التسجيل : 04/10/2009
العمر : 34

ما لكم لا ترجون لله وقارا Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما لكم لا ترجون لله وقارا   ما لكم لا ترجون لله وقارا I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 14, 2010 12:23 am


وهنا آبيآت جميله ذكرها ايضاً في عظمه الله عز وجل وبديع صنعه في المخلوقات فقال:
لله في الآفاق آيات لعلّ أقلها هو ما إليه هداك
و لعل مافي النفس من آياته عجب عجاب لو ترى عيناك
و الكون مشحون بأسرار إذا حاولت تفسيرًا لها أعياك
قل للطبيب تخطفته يد الردى: من يا طبيب بطبّه أرداك؟
قل للمريض نجا وعوفيّ بعدما عجزت فنون الطب: من عافاك؟
قل للصحيح يموت لا من علة: من بالمنايـا يـا صحيح دهاك؟
قل للجنين يعيش معزولا بلا راع ومرعى: ما الذي يرعاك؟
قل للوليد بكى وأجهش بالبكاء لدى الولادة: ما الذي أبكاك؟
و إذا ترى الثعبان ينفث سمه فسأله: من ذا بالسموم حشاك؟
و اسأله: كيف تعيش يا ثعبان أو تحيا و هذا السم يملأ فاك؟
و اسأل بطون النحل كيف تقاطرت شهدا وقل للشهد: من حلّاك؟
بل سائل اللبن المصفى كان بين دم و فرث: ما الذي صفّاك؟
و إذا رأيت الحيّ يخرج من حنايا ميت فسأله: من يا حيّ قد أحياك؟
قل للهواءِ تحشه الايدي ويخفى عن عيون الناس: من أخفاك؟
قل للنبات يجف بعد تعهد ورعاية : من بالجفاف رماكَ؟
وإذا رأيت النبت في الصحراء يربو وحده فاسأله: من أرباكَ؟
و إذا رأيت النار شبّ لهيبها فسأل لهيب النار: من أوراك؟
و إذا ترى الجبل الأشمّ مناطحا قمم السحاب فسله: من أرساك؟
هذه عجائب طالما أُخذت بها عيناك وامتدحت بها أذُناك
الله تكادون سائر خلقه بين الهدى والنور قاد خطاكَ
بك أستجير ومن يجير سواكا فأجر ضعيفا يحتمي بحماك
يا مدرك الأبصار ، والأبصار لا تدري له ولكنه إدراك
إن لم تكن عيني تراك فإنني في كل شيء أستبين علاك
ياغافر الذنب العظيم وقابلَ للتوب: قلب تائب ناجاكَ
الى آخره ما قال رحمه الله.
أيها الاخوه أذا كان هذا اصل خلقه الانسان من نطفه قذره ثم تجد ان بعض الناس يتجرأ على مخالفه اوامر الله عز وجل بل ان بعضهم يتقاعس عن التحبب والتقرب الى عظمته جل جلاله
لننظر حتى يتبين لنا عظمه هذا الرب جل جلاله لننظر الى احد من المخلوقات هم اعظم خلقاً من هذا الانسان فلننظر الى معبوديه الملائكه وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عبوديتهم في احاديث كثيره وذكر الله عز وجل ايضا عبوديتهم في كتابه جل جلاله وهو يقارن بين شده عبوديتهم وبين معصيه الانسان كما قال سبحانه وتعالى :
"وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ *إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ"سوره الاعراف 205-206
وقال عز وجل في آيه اخرى: "إِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ" سورة فُصِلَتْ 38
يقول النبي صلى الله عليه وسلم مبين عظمه هؤلاء الملائكه كما في حديث ابو ذر رضي الله عنه يقول: اني أرى ما لاترون وأسمع ما لا تسمعون إن السماء أطت يعني ان السماء ثقلت من شده مافوقها ويقول: وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وعليه ملك واضع جبهته ساجدا لله. فلا يدعو الا هو ولايستغاث الا هو وأن يقصد لله سبحانه وتعالى في الحاجات قبل غيره وأن يكون الانسان مُنزِلا لضروره دائما تربته لله عز وجل. ولو تأملنا في الخلق لوجدنا ان اكثر الخلق لو احتاجوا الى شيء انزلوها بخلق مثلهم اذا مرض ولدك تبحث الى احد الناس يتوسط لك في المستشفى او اذا احتاج الى مال مباشر الى الخلق تبحث عن من يتصدق عليك او يبحث على احد يدينه من المال ولاتجد ينزل هذه الحاجه اولا لله عز وجل.
ذكر الحافظ ابي كثير رحمه الله تعالى عند قوله عز وجل في سوره النمل: "أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ"
قال الحافظ عن ابن عباس قال :كان رجل من الناس يعمل مخالياً على بغل له يركب عليه الناس يعني كان له بغل يجعل الناس يركبون على هذا البغل ينقلهم من مكان الى مكان وقال كان يكاري به من دمشق الى الزبدان منطقه قديمه من دمشق قريبه من دمشق قال فركب معه ذات يوم رجل قال هذا الرجل صاحب البغل الان يحكي القصه يقول: فركب هذا الرجل معي فمررنا على بعض الطريق من طريق غير مسلوكه الان ذاهب فيه الى الزبدان فمرو من ممر من طريق غير مسلوكه فقال لهذا الرجل الذي على البغل اخرج من هذه الطريق فانها اقرب فقال: فقلت: لاخبرة لي بها قال: بل هي اقرب وانا اعرفها فاسلكها قال فسلكناها فانتهينا الى مكان وعر وواد عميق فيه قتل كثيرون قال فقال لي الرجل: امسك راس البغل حتى انزل. قال: فذهلت من شده ما أرى يعني قتل واجساد ورؤوس وايدي مقطعه. قال: فشددت من شده ما أرى فمسكت راس البغل قال فلما نزل شمر عن ساعديه ثم جمع عليه ثيابه ربط ثوبه ثم سل سكينا كانت معه وقصدني, فعلمت انه يريدني. فخرجت من بين يديه ففجأني فلما امسكني ناشدته الله عز وجل وقلت له: خذ البغل بما حلل واتركني. قال: البغل لي وأنما اريد قتلك. يعني البغل مايحتاج تناقش فيه سآخذه وأنما اريد قتلك مثل هؤلاء فإذا بهذا الرجل يفصل الناس ويلقيهم في هذا المكان وأنما اريد قتلك. فقال: فخوفته بالله وبالعقوبةِ في الاخره فلم يقبل مني شيئاً قال فاستسلمت بين يديه. فقلت له: ارأيت ان تتركني فأصلي ركعتين. قال: لك ذلك وعَجل. قال: فقمتُ اصلي. والرجل الان رابط السكين فوقه وهذا يتذكر اولاده ويتذكر نسائه ويتذكر الناس الذين ينتظرونهم وعائلته وعنده اطفال صغار والان ينتظر الموت وقال: ارفس علي ولا ادري ما أقرأ و ذهب عني كل ما أحفظه من القران فلم يحضرني منه حرف واحد فبقيت واقفاً متحيراً -يعني واقف يريد ان يتذكر الايات- وهو يغرسني بسكينه فيقول هيا افرغه هيا افرغ قال فأجر الله قوله على لساني جل جلاله: "أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ". فقرأتها فإذا بفارس اقبل من فم الوادي وبيده حربه فرما بها الرجل فوالله ما اخطأ فؤاده فخر سريعاً فقطعت صلاتي وتأملت بهذا الفارس وقلت له: بالله عليك من انت. قال: انا عبد من يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء.
بمثل هذه الشدائد فعلا يخلص الانسان بدعائه لله عز وجل قال فذهب هذا الفارس عني فأخذت البغل والحمل ثم رجعت سالماً فهو سبحانه الذي ينبغي ان يستغاث به عند الكربات.
جاء في فرض مد الفقيه العابر احمد بن ابي غالب البغدادي توفي سنه 548 كان رحمه الله رجلاً صالحاً عابداً متخشعاً حتى ان الناس كانوا احياناً يأتون اليه ويطلبون ان يدعو الله عز وجل لهم لكثره صلاحهِ قال جاء اليه رجلٌ فقال له: يافلان -يعني يا امام يا احمد- اني اريدك ان تسأل لي فلان في حاجه كذا وكذا -يعني يريد منك انك تتوسطلي عند فلان في حاجه كذا وكذا- فقال له هذا العابد لهذا الرجل قال له: يا أُخَيَ قم معي نصلي ركعتين وندعو الله عز وجل ونسئله فانا لا ادع باباً مفتوحا واذهب الى باباً مغلق.
وذكر ابن جوزي في كتاب الذخر في اخبار الصالحين عن عبد الرحمن بن ابراهيم قال: اتى رجل فوجد انه سائلاً فوجد ان هذا الرجل ساجد يدعو الله عز وجل ويتضرع فوقف هذا الرجل عند رأس هذا الامير يتأمل وقال سبحان الله هذا الامير محتاج الى غيره فكيف احتاج انا اليه قال ثم خرج الامير من سجود قام ثم قال اعطوه عشرة الاف تدري من اعطاك هذا قال من ايها الامير قال انما اعطاك هذا من كنت ادعوه وانا ساجد ومن رجعك اليه فسألته فها هو قد استجاب اليك.
فهو سبحانه صاحب الغنى والفقر وهل تعلمون ملك اعظم منه جل جلاله وهل تعلمون احد ملكه اعظم قدرا او اعز من ربنا جل جلاله فهو سبحانه الذي قال بالحديث القدسي: انا اغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل عملا فأشرك فيه غيري فأنا منه بريء فهو سبحانه لم يطلب من غيره جزاء وانا هو جل جلاله الذي ينعم ثم اذا ذكره العبد
جاء. في طبقه الشافعي الكبرى في ترجمه الشيخ ابي عمر ان الشيخ ابا عثمان الحيري طلب شيء من المال في بعض دروسه يدرس في بعض الدروس فطلب شيء من المال يعني تبرعات وصدقات لبعض الثغور والثغور هي مراكز تبنى على حدود البلاد يرابط فيها المجاهدون يصدون بها العدو فهذا الشيخ احتاجت بعض الثغور اموال انما لطعام او سلاح اوغير ذلك فجلس فلما انتهى من الدرس قال: ايها الناس احتاج الى بعض المال. قال: فأخذ يطلب ويطلب من الناس فتأخروا ولم يأتي اليه احد بشيء فبكى الشيخ وضاق صدره على رؤوس الناس فلما أمسوا جائه ابا عمر بكيس فيه الفا درهم لما امسى طرق عليه الباب لا احد يراه الا الله طرق عليه الباب ثم قال: تفضل هذا المال. فأخذه ابو عثمان ثم اخذه ودعا له. اخذه بالليل وجعله عنده فلما جاء في الصباح الغد وجلس في درسه قال ايها الناس والله لقدر رجوت الاجر العظيم لأبي عمر فأنه قد ناب عن الجماعه في ذلك الامر وأتى لي بمال كثير فجزاه الله خيراً فدعو لهُ قال فقال ابو عمر في نفسه سبحان الله هذا الشيخ اكتم الان و يظهره الا اريد اتي له بالليل اكتم العمل ويظهره على روؤس الاشهاد قال فقام ابو عمر صاحب المال الاصلي فقال ياشيخ اني قد حملت ذلك المال من مال امي فسألتها فم ترضى فينبغي لك ان ترده علي قال فنظر الي وقال من مال امك ؟ قال نعم ولم استأذن قال فأمر بالكيس فأخرج وأعطي له قال فلما جم عليه الليل اتى ابو عمر الى شيخه فقال خذ هذا المال وان شئت ان تجعله في ذلك الثغر دون ان يعلم غير وغيرك دون ان يعلم احد غيرنا ومن حاجه ان يعلم ذلك ياشيخ قال بكى ابا عثمان تأثر بهذا التعظيم لله عز وجل والخوف منه وقال والله اني اخشى من همة ابا عمر.
وجاء في ترجمه الامام عالم البصره عبدالله بن عون قال كنا بأرض الروم فخرج رومي يدعو الى المبارزه فهابه الناس قال فخرج رجل من المسلمين وبارز ذلك الرومي حتى زلزله قال ثم عاد المسلم متلثماً حتى دخل في الناس قال فلما دخل في زحمه الناس يريد اخفاء نفسه جعلت الود به لاعرف من هوه قال فأذا عليه المغفر فلم اعلم من هو قال فلما مضى وتوارى عن الناس حط عنه المغفر حتى يمسح العرق عن وجهه فأذا هو ابن عون وانما فعل ذلك كله اخفاء لعمله عن الناس.
وقال ابن جرير في حوالي السنه السادسه من الهجره قال لما هبط المسلمون المدائن وجمعوا الغنائم اقبل رجل بوعاء كبير مملوء بالجواهر والتحف فدفعه الى صاحب الغنائم الى الرجل الذي يجمع الغنائم قال دفعه اليه فقال هذا الرجل صاحب الغنائم والله ما رأينا مثل هذا الجوهر ومايعدل ما عندنا ومايقاربه اذا جمعناه لا يأتي بجانب هذا الذي احظرته فهل اخذت منه شيئا يعني شكو فيه هل اخذت منه شيئا ؟قال والله لولا الله ما اتيتكم به لولا الخوف من الله ما اتيتكم به قال فعرفوا ان للرجل شئناً وتعبداً فقالوا من انت رحمك الله ؟ قال لا والله لا اخبركم من انا لتحمدوني ولا اذكر لغيركم ليتذكروني ولكني احمد الله تعالى وارضى بثوابه ثم مضى عنهم.
ومن سمات تعظيم الله عز وجل استشعار العبد بالتقصير دائما وانه مهما قدم من عمل صالح فأنه لم يبلغ شكر نعم الله عز وجل عليه فلا يجز بقيامه وصيامه ولاصدقه ولا نفقه فكل عمل مهما عظم فهو بجانب عظمه الله فقير فلا يزال العبد يحتاج الى زياده تقرباً الى ربه تعالى.
احمد ابن حمبل رحمه الله ذكر عنه بعض اصحابه: كنت جالسا مع الامام احمد في مجلس ومعه كتاب يقرأه علينا قال فجاء رجل اليه وقال: يا إمام ان امي مقعده منذ عشرين سنه وقد ارسلتني اليك لتدعو الله لها لعلها تشفى قال فنظر اليه الامام احمد فغضب ثم اقفل الكتاب وقال: سبحان الله الناس يظنوننا انبياء بل قل لامك ان تدعو لي فأمك مبتلاه انا احوج الى الدعاء قل لامك ان تدعو لي. قال: فمضى الرجل وهو متضيق قال فتبعه رجل منا قدر رأينا الامام احمد حرك شفتيه بدعواته فمضى ورائه وقال يارجل لاتحزن فقد رأيت ابا عبدالله حرك شفتيه بدعائه قال الحمدلله لعله دعا الله عز وجل لها.
والنبي صلى الله عليه وسلم يا أخواني يقول ان من عباد الله لو اقسم بالله لأضره يستجيب له الله عز وجل قال فمضى الرجل وحرك المفتاح يريد ان يفتح بابه باب البيت وامه مقعده منذ عشرين سنه قال فلما سمعت الام حركه المفتاح قامت وفتحت له الباب فأنظر مع هذه الاستجابه السريعه من لله عز وجل ما أعجب الامام احمد بنفسه وقال نعم انا الذي استجيب له.
محمد بن واسع رحمه الله كان مره في معرجه بحث عن محمد بن واسع فلم يجده ومحمد بن واسع رجل من العباد الزاهدين فقال لرجل بجانبه قتيبل قال ابغوني محمد بن واسع التمسه اين هو ؟ فمر الرجل ووجد محمد بن واسع يدعو ويحرك اصبعه فجاء اليه وقال رأيته ساجداً يدعو يحرك اصبعه فقال قتيبه بن مسلم لأصبع محمد بن واسع في الجيش احب الي من مئه الف شاب طرير وسيف شهير.
محمد بن واسع هذا يقول لو كانت للذنوب رائحه ما أطاق احد ان يجلس بجانبي
مره قال له رجل اني احبك في الله فقال احبك الله الذي احببتني له ثم قال اللهم اني اعوذ بك ان اُحَبَ فيك وانت لي مبغض
هذه مشكله يآ أخواني احياناً يرون الناس في القلوب من طاعه عابد زاهد فيجيئك هذا ويقول يآ أخي ابني مريض ادعو له جزاك الله خير ويظنون كذلك ولعل ان شاء الله نكون من الصالحين في الظاهر والباطن لكن المشكله اذا كان الناس يحبوننا ويعظمونا لاجل الله عز وجل والله عز وجل مبغض لهذا العبد هذه هي المشكله من خلال تعظيم الله عز وجل عدم الامر لمثله تعالى أو الجرأه على معاصيه ودوام محاسبه النفس على القليل والجليل فلا تنظر الى صغر مافعلت ولكن انظر الى عظمه من عصيت
وكان السلف من شده تعظيمهم بالله عز وجل ولخوفهم من الوقوع في مخالفته في المعاصي يتركون مئه باب من الحلال خوفاً من الوقوع في باب واحد من الحرام وهذا هو الورع
ابن حامد الوراق كان من الصالحين وكان ينسخ الكتب بيده وقتات من اجرتها وكان كثير الحج مع كبر سنه خرج الى الحج في سنه اربعمئه واثنين فناله في طريقه عطش شديد وانقطع عن اصحابه قال فجاءه انسان من الحجاج بقليل من الماء اتا له بماء وهو مستند الى حجر فأومأ اليه ابن حامد هذا الرجل العطشان هذا الرجل الصالح اوما الى هذا الرجل الجاء بالماء وقال من اين هو ؟ وأين وجهه ؟ فقال صاحب الماء اهذا وقت السؤال فقال نعم هذا وقته فعند لقاء الله عز وجل احتاج ان ادري ما وجهك يمكن سارق هذا الماء يمكن انك اقتصدته من احد يمكن انك اخذته من غير اذن يمكن هذا الماء فيه شبهه يقول اعرف وجهه الان لان يوم القيام سوف احتاج الى ان اعرف وجهه .
وابو يوسف القاضي الكبير وابو حنيفه وهو اكبر القضاة في عهد هارون الرشيد تقاضى مره عنده الخليفه هارون الرشيد ونصراني في حكومه فقضى ابو يوسف للنصراني وللخليفه الحق عند النصراني فقضى له فلما ادركت الوفاة ابا يوسف قال اللهم انك تعلم اني وريث القضاء فلم امل الى احد من الخصمين حتى في القلب حتى في قلبي لم اقل ياريت يكون الحق مع هذا ولا مره حتى في القلب الا في خصوه النصراني مع الرشيد فتمنيت في قلبي ان يكون الحق مع الرشيد مع اني قضيت للنصراني اللهم اغفر لي هذه المعصيه اللهم فاني استغفرك من هذا الذنب
ومن ثماء تعظيم الله عز وجل ان يستشعر العبد انه محتاج الى ربه سبحانه وتعالى دائما وذلك يدل عليه متاع عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حديث ابن عباس قال دخل ابن العباس على عمر رضي الله عنه عند وفاته فقال له قد فتحت بك الامطار ورفعت بك البلاد وقد فعلت وفعلت واني ارجو لك يعني ارجو لك المغفره والرحمه فقال عمر وددت أن أنجو لا أجر ولا وزر.
قال .. بن راشد كنت في المدينه فأذا رجل يسأل وهم بالمدينه مدينه رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا رجل يسأل اهاهما رجل من افريقيه فقلت له نعم انا قال من اين ؟ قلت من اهل القيروان قال الحمدالله اتعرف الزغلول ابن راشد قلت نعم قال فدفع الي كتاب وقال اوصله اليه قال فاخذت الكتاب ثم ذهبت اليه ولما دخلت القيروان دفعته اليه قال ففتحه فاذا هو من امرأه من سمرقند كتبت فيه انا امراه من سمرقند انا امرأه نزلت نزلا لم ينزله الا انا ثم تبت الى الله عز وجل وسألت عن العباد في ارض الله فوصف لي اربعه احدهم زغلول سألت بالله يا زغلول الا دعوت الله ان يديم لي ما فتح لي من الخير والدين وان يثبتني عليه قال فلما قرأه جعل ينتفض قال ثم خر وسقط الكتاب وجعل يبكي ويقول يازغلول ذكرت وانت بالقيروان ذكرك اهل سمرقند والخراسان الويل لك من الله ان لم يغفر الله عليك يوم القيامه.
وآخر هذه الثمرات ان يكون الانسان متورعاً دائم لمراقبه الله عز وجل بكل حركاته.
جاء عن الامام احمد في كتاب الزهد عن سعد بن ابي وقاص قال قدم على عمر رضي الله عنه مسك وعنبر من البحرين قال فقال عمر وددت والله لو أني وجدت امرأة حسنة الوزن تزن لي هذا الطيب حتى أقسمه بين المسلمين،فقالت له امرأته عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل: أنا جيدة الوزن فهلم أزن لك. قال: لا. قالت: لم؟ قال: إني أخشى أن تأخذيه فتجعليه هكذا- وأدخل أصابعه في صدغيه- وتمسحي به عنقك فأصيب فضلًا على المسلمين يقول اخشى ان تضعيه هكذا على رقبتك فأتمتع انا به من هذا الطيب ولايتمتع المسلمون بمثله.
نختم هذا المجلس يا اخواني بأمر هام وهو ان بعض المعاصي احياناً يحتاج الانسان الى ان ينبه الناس اليها تنبيه خاص احياناً لاتحتاج الى ان تتكلم مع رواد المساجد عن الكبائر في المعصيه لا يحتاج ان تتكلم عن عظمه الزنا عفانا الله واياكم ولا شرب الخمر ولا كل ماحرم الله ولاغير ذلك لكن احياناً تحتاج ان تتكلم الى محقرات الذنوب وذلك جاء ببعض الروايات في حجه الوداع عن النبي صلى الله عليه وسلم لما قام فيهم قال ان الشيطان يأس أن يعبد في جزيره العرب ولكن رضي منكم بما تحتقرون من اعمالكم بعض صغير وقد تحتسبونه هيناً وهو عند الله عظيم.
عند البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في غزوه من الغزوات فلما رجعوا من هذه الغزوه قام غلام برسول الله صلى الله عليه وسلم ثم حمل الرحل ليضعه على دابه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما وضع هذا الرحل على الدابه فإذا بسهم غلط لا يعلم من الذي اطلقه ،أطلق عليه فوقع في صدره فمات الانسان فلما مات كبر المسلمون وقال بعضهم لبعض هنيئاً له الجنه هنيئاً له الشهاده قتل في سبيل الله بل قتل وهو يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم الله واكبر هنيئاً له الجنه هنيئاً له الشهاده فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وهو الذي ينبأ بالغيب بما لا ينبأون قال له: كلا ان الشملة التي غلها -يعني ان الذي سرقه من الغنيمه قبل ان تقسم- قال: ان الشملة التي غلها لتلتهب عليه في قبره ناراً. ثم قال صلى الله عليه وسلم: اياكم ومحقرات الذنوب فأنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه. لذا قال صلى الله عليه وسلم يوماً لعائشه لما ذكرت عليه صفيه احدى زوجاته قالت: يارسول الله حسبك صفيه انها كذا وكذا فأشارت بيدها تعني انها قصيرة. قال صلى الله عليه وسلم: ميه ياعاشه -يعني اصمتي- لقد قلتي كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته.
لذا قال صلى الله عليه وسلم: ان الرجل ليتكلم بالكلمه من سخط الله ولايلقي لها بالاً فيكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه وفي روايه قال: يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب وفي روايه ثالثه قال: تلقي به في النار سبعين خريفاً ،، كلمه لايلقي لها بالاً !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أملى الجنان




عدد المساهمات : 477
نقاط : 27553
تاريخ التسجيل : 04/10/2009
العمر : 34

ما لكم لا ترجون لله وقارا Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما لكم لا ترجون لله وقارا   ما لكم لا ترجون لله وقارا I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 14, 2010 12:32 am

يقول صلى الله عليه وسلم يصور حال الناس يوم القيامه يقول: اذا جمع الله الخلائق يوم القيامه يؤتى بأنعم اهل الارض من اهل النار -لاحظ انع ماهل الارض تصور رجل في عمره كله في حياته كله ما اصابه مرض ولا اصابه سقم ولاتناجى مع مراته ولاتخاصم مع اولاده ولا اصابه اي شيء منذ ان خلق ادم الى ان تقوم الساعه انعم اهل الارض يؤتى به لكنه من اهل النار- فيقول صلى الله عليه وسلم: فيغمس فى النار غمسه -لاحظ انعم اهل الارض الذي لا ذاق شده ابدا يغمس في النار غمسه- ثم يقول الله عز وجل له: ياعبدي هل مر لك نعيم قط ؟ ! هل ذقت نعيم قط ؟ فيقول : لا ياربي !! ماذقت نعيما قط ولا مر بي نعيم قط. انساه كل نعيم الدنيا بغمسه واحده في النار اذا كيف اذا تردى في درجاتها كيف اذا تجرع زقومها كيف اذا سلسلة بسلاسلها بل كيف اذا قرن بينه وبين الشياطين بل كيف اذا زجره رب العزه جل جلاله وقال: "قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ " بالله عليك كيف يكون حالك ؟ ثم قال صلى الله عليه وسلم: ثم يؤتى بأبأس اهل الدنيا من اهل الجنه -أبأس واحد في الدنيا يعني امراض وسقوم وسجن وفقر والناس لايحترمونه يعني شكله وخلقه الناس لاتعجبهم والباس الرديء اولاده عصوه وزوجته سيئه الخلق وبه جميع المصائب- يؤتى بأبأس اهل الدنيا لكنه من اهل الجنه -جعلنا الله نحن واياكم منهم- يؤتى بأبأس اهل الدنيا فيغمس فالجنه غمسه ثم يقول الله عز وجل له ياعبدي هل مر بك بؤس قط ؟ هل مرت بك شده قط ؟ فيقول لا يــــــاربي !! ما مر بي بؤس قط ولا بؤس شده قط. انساه كل مافي الدنيا بغمسه واحده غمسها في الجنه اذا يا اخواني كيف اذا شرب من انهارها كيف اذا تقلب في احضان حورها كيف اذا نظر الى وجه العزه جل جلاله بل كيف اذا سمع الله سبحانه وتعالى يقول "سَلامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ " سلام قول من رب رحيم بل كيف اذا نظر في وجه جل جلاله وهو يقول هل رضيتم ؟ هل رضيتم ؟ !! بالله عليكم هل يذكر شيء من البؤس الذي راه في الدنيا لذلك يا اخواني كل هذه الامور ينبغي ان تكون كما قال ابن الجوزي رحمه الله يقول: ان من الكلمات كلماتٌ ينبغي ان تنحت على القلب كما ينحت بالازمير على الصخره الصماء يعني منها ان شده الطاعه شده قيام الليل شده النفقه شده الجهاد شده الحج ان شده الطاعه تذهب وتبقى لذاتها وحسناتها فقيام الليل ساعه ساعه ونص ساعتين لكن تبقى حسناتها ولذاتها وان لذه المعصيه تذهب وتبقى سيئاتها كل هذه تفنى وتذهب كما قال:


تفنى اللذائذ ممن نال صفوتها *** من الحرام ويبقى الوزر والعار
تبقى عواقب سوء في مغبتها *** لاخير في لذة من بعدها النار



وقال الاول حاثا على الصبر مثل على هذه الامر

اصبر لمر حوادث الدهر
فلتحمدنَ مغبة الصبر
واجهد لنفسك قبل ميتتها
واذخر ليوم تفاضل الذُخر
فكأن أهلك قد دعوك فلم
تسمع وأنت مُحشرجُ الصَدر
وكانهم قد هيؤك بما يتهيأ الهلكا من العذري
وكأنهم قد قلَبوك على
ظهر السَرير وأنتَ لاتدري
ياليت شِعري كيف أنتَ إذا
نبش الضَريح وظُلمة القبر
ياليت شِعري كيف أنتَ إذا
غُسلت بالكافور والسَدر
ياليت شِعري ماأقول أذا
وضِع الكتاب صبيحة الحشر
ماحُجتي فيما أتيت على
ِلمٍ ومعرفةٍ وما عذري
يا سوأتا ممَا اكتسبت ويا
أسفي على ما فات من عمري
ألاَ أكون عقلت شأني
فاستقبلتُ ما استدبرت من أمري

أسأل الله ان يجعلنا ممن سمعون القول ويتبعون احسنه.
اللهم ياذا الجلال والاكرام انا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين
وصلى وسلم وبارك الله على نبينا محمد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ما لكم لا ترجون لله وقارا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الروح و الريحان النسائي :: ملتقى المكتبة :: الصوتيات والمرئيات-
انتقل الى: