اويسر في الدرب يوما ابصر الاعمى جنابه
مسلم يكفيه فخرا ان للدين انتسابهالمشتاقون إلى الجنة لهم مع ربهم تعالى أخبار و أسرار
ارتفع قدرها عندهم حتى لم يرضوا لها مثلا.. ولاثمنا الا ارواحهم التي بين جنوبهم ولماذا لايبذلون للجنة ذلك واكثر وهي الدار التي اخبر النبي-صلى الله عليه وسلم- بأقل اهلها نعيما وادناهم ملكا فكان لهم في ذلك نبأ عجيب
في صحيح مسلم من حديث عبدالله ابن مسعود والمغير ابن شعبة -رضي الله عنهما- ان رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال
ان موسى سأل ربه فقال ياربي ماادنى اهل الجنة منزلة .؟
فاخبره الله تعالى بخبره وهو آخر من يدخل إلى الجنة وهو رجل يمشي على الصراط فيكبو مرة وتسفعه النار مرة فإذا جاوز النار التفت إليها ثم قال تبارك الذي نجاني منك فقد اعطاني شيئا مااعطى احد من الاولين والاخرين فيجلس على شفير جنهم لكنه قد نجا من النار
فيرى انه لااحد من الناس يكون جزائه اعظم من الجزاء الذي اعطي اياه اذ قد نجى من النار فبينما هو على ذلك اذ ارتفعت له شجرة فلما راها قال ياربي ادنني من هذه الشجرة استظل بظلها واشرب من ماءها فيقول الله تبارك وتعالى (ياابن ادم لعلي ان اعطيتكها سالتني غيرها فيقول لاياربي .. ثم يعاهد ربها ان لايسأله غير تلك الشجرة ابدا
وربه تعالى يعذره لانه يرى مالاصبرعليه فيأذن الله تعالى له فيدنو من تلك الشجرة فيستظل من ظلها ويشرب من ماءها فبينما هو على ذلك اذ رفعت له شجرة أحسن من الشجرة الاولى فيقول ياربي ادنني من تلك الشجرة الثانية لاشرب من ماءها واستظل بظلها وعزتك وجلالك لااسألك غيرها ابدا
فيقول الله تعالى
ياابن ادم الم تكن عاهدتني ان لاتسألني غير تلك الشجرة فيقول ياربي وعزتك وجلالك لااسألك غيرها ابدا
فيأذن الله له ..اذ انه يعذره لانه يرى مالاصبرعليه..فيأذن الله تعالى له فيدنو من تلك الشجرة فيستظل من ظلها ويشرب من ماءها ينما هو على ذلك اذ رفعت له شجرة ثالثة عند باب الجنة هي أحسن من الشجرتين الاوليين ..فيتصبر فلايصبر فيقول ياربي ادنني من تلك الشجرة الثالثة لاستظل بظلها واشرب من ماءها .. وعزتك وجلالك لااسألك شيئا غيرها ابدا
فيقول الله ياابن ادم ياابن ادم مااغدرك الم تكن عاهدت ان لاتسألني غيرها فيقول بلى ياربي هذه ولا اسألك غيرها ابدا
وربه جل جلاله يعذره فإذا ادناه الله تعالى من تلك الشجرة وجلس عند باب الجنة سمع اهل الجنة وماهم فيه من الحبور والسرور فيسكت ماشاء الله ان يسكت ولكنه لايصبر على ذلك فيقول ياربي ياربي ادخلني إلى الجنة فيقول الله تعالى له -وهو الذي عنده خزائن السموات والارض- : ادخل إلى الجنة .. فإذا دخلها خيل إليه انها ملأى وظن ان الجنة ممتلئة بهذه الاقوام الذين سبقوه إليها وان القصور قد نزلت والحور العين قد تزوجت فيقول ربي كيف وقد نزل الناس منازلهم واخذوا اخذاتهم .. فيقول الله تعالى ياابن ادم مايرضيك مني
ايرضيك ان يكون لك مثل ملك ملك من ملوك الدنيا فيقول رضيت ربي
فيقول الله تعالى له : ذلك لك ومثله ومثله ومثله ومثله ومثله خمسة اضعاف فيقول في الخامسة رضيت ربي رضيت ربي..
فيقول الله تعالى له هذا لك وعشرة امثاله ولك مااشتهت نفسك ولذة عينك ثم يقول الله تعالى له : تمنى ياعبدي.؟
فيتمنى فيقول ياربي اريد كذا وكذا فيقول الله : ذلك لك..ويقول اريد كذا .. فيقول الله : ذلك لك..
ويقول اريد كذا .. فيقول الله : ذلك لك..ويقول اريد كذا .. فيقول الله : ذلك لك.. فإذا انقطعت به الاماني قال الله تعالى له : افلا تريد كذا ..
انظر إلى رحمة ارحم الراحمين.. يذكره بهذه النعم .. يقول افلا تريد كذا فيقول بلى ربي فيقول هو لك فيقول ربي افلا تريد كذا سل مني كذا ثم يعطيه الله كل ذلك حتى تنقظع الاماني ثم يأذن الله له ان يدخل إلى قصوره وبيوته فإذا دخل إلى قصره دخلت عليه زوجتاه من الحور العين فتقولا له الحمدلله الذي احياك لنا واحيانا لك .. فينظر في نعيمه ..
ثم يقول والله مااعطي احد من النعيم مثل مااعطيته أنا ..
هذا ادنى اهل الجنة منزلة ..
فلما سمع موسى هذا وهو الذي سأل ربه عن ادنى منزلة
قال ربي فما اعلاهم منزلة
فقال الله تعالى : اولئك ياموسى الذين غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم ترى عين ولم تسمع اذن ولم يخطر على قلب بشر
أولئك الذين أردت غرس كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر
فسبحان من غرست يداه جنة الفردوس عند تكامل البنيان ويداه أيضا أتقنت لبنائها فتبارك الرحمن أعظم بان لما قضى رب العباد العرش قال تكلمي فتكلمت ببيان قد أفلح العبد الذي هو مؤمن ماذا ادخرت له من الاحسان فيها الذي والله لا عين رأت كلا ولا سمعت به الأذنانكلا ولا قلب به خطر المثال له تعالى الله ذو السلطان هي جنة طابت وطاب نعيمها فنعيمها باق وليس بفان دار السلام وجنة المأوىومنزل عسكر الايمان والقرآن
أمشاطهم ذهب ورشحهم فمسك خالص يا ذلة الحرمان
هذا وسنهم ثلاث مع ثلاثين التي هي قوة الشبان
وبناؤها اللبناتمن ذهب وأخـرى فضة نوعان مختلفان
وقصورها من لؤلؤ وزبرجد أو فضة أوخالص العقيان
وكذاك من در وياقوت به نظم البناء بغاية الاتقان
والطين مسك خالص أو زعفرا ن جابذا أثران مقبولان
حصباؤها دروياقوت كذا ك لآليء نثرت كنثر جمان
وترابها من زعفران أو من المسك الذي مااستل من غزلان
أنهارها في غير أخدود جرت سبحان ممسكها عن الفيضان
من تحتهم تجري كما شاؤوا مفجرة وما للنهر من نقصان
عسل مصفى ثمخمـــــــر ثم أنهار من الالبان
سبحان ذي الجبروت والملكوت والإجلالوالاكرام والسبحان
والله أكبر عالم الاسرار والاعلان واللحظات بالاجفان
والحمد لله السميع لسائر الأصوات من سر ومن اعلان
وهو الموحدوالمسبح والممجد والحميد ومنزل القرآن
والأمر من قبل ومن بعد له سبحانكاللهم ذا السلطانالمشتاقون إلى الجنة لهم مع ربهم تعالى أخبار و أسرار.. بل كانوا إذا حصلوا الجنة لم يلتفتوا إلى غيرها ابدا
حارثة ابن سراقة غلام من الانصار ..
له حادثة عجب ذكرها اصحاب السير واصلها في حديث البخاري وذلك ان النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا الناس للخروج إلى بدر..
جاء حارثة إلى امه وكانت عجوزا قد كبر سنها .. تحبه كااشد مايحب الامهات ابنائهم
له حادثة عجب ذكرها أصحاب السير وأصلها في صحيح البخاري
دعا النبي صلى الله عليه وسلم الناس للخروج إلى بدر ..
فلما أقبلت جموع المسلمين كانت النساء ..
وكان من بين هؤلاء الحاضرين عجوز ثكلى ، كبدها حرى تنتظر مقدم ولدها ..
فلما دخل المسلمون المدينة بدأ الأطفال يتسابقون إلى آبائهم ، والنساء تسرع إلى أزواجها ، والعجائز يسرعن إلى أولادهن ، .. وأقبلت الجموع تتتابع ..
جاء الأول .. ثم الثاني .. والثالث والعاشر والمائة ..ولم يحضر حارثة بن سراقة ..
وأم حارثة تنظر وتنتظر تحت حرّ الشمس ، تترقب إقبال فلذة كبدها ، وثمرةِ فؤادها ،
كانت تعد في غيابه الأيام بل الساعات ، وتتلمس عنه الأخبار ، تصبح وتمسي وذكره على لسانها ..
تســــائل عنه كل غاد ورائح وتومــيء إلى أصحابه وتسلــم
فـللـه كـم مـن عـبرة مهراقة وأخـرى على آثارها لا تقــدم
وقــد شرقت عين العجوز بدمعها فتنظــر من بين الجموع وتكتم
وكانت إذا ما شدها الشوق والجوى وكادعرى الصبر الجميل تفصم
تذكـــر نفسـاً بالتلاقي وقربه وتوهمهــا لكنهـــا لا توهم
وكـــم يصبر المشتاق عمن يحبه وفي قلبـه نـار الأسى تتضــرمترقبت العجوز وترقبت فلم تر ولدها ..
فتحركت الأم الثكلى تجر خطاها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ودموعها .. ..
فنظر الرحيم الشفيق إليها فإذا هي عجوز قد هدها الهرم والكبر ، وأضناها التعب وقلّ الصبر ، وقد طال شوقها إلى ولدها ، تتمنى لو أنه بين يديها تضمه ضمة ، وتشمه شمة ولو كلفها ذلك حياتها ..
اضطربت القدمان ، وانعقد اللسان ، وجرت بالدموع العينان ..
كبر سنها ، واحدودب ظهرها ، ورق عظمها ، ويبس جلدها ، واحتبس صوتها في حلقها ..
وقد رفعت بصرها تنتظر ما يجيبها الذي لا ينطق عن الهوى ..
فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ذلها وانكسارها ، وفجيعتَها بولدها ، التفت إليها وقال :
ويحك يا أم حارثة أهبلت ؟! أوجنةٌ واحدة ؟! إنها جنان ، وإن حارثة قد أصاب الفردوس لأعلى ..
فلما سمعت العجوز الحرى هذا الجواب : جف دمعها ، وعاد صوابها ، وقالت : في الجنة ؟ قال : نعم .
فقالت : الله أكبر .. ثم رجعت الأم الجريحة إلى بيتها ..
رجعت تنتظر أن ينزل بها هادم اللذات ..ليجمعها مع ولدها في الجنة ..
لم تطلب غنيمة ولا مالاً ، ولم تلتمس شهرة ولا حالاً ، وإنما رضيت بالجنة ..
ما دام أنه في الجنة يأكل من ثمارها الطاهرة ، تحت أشجارها الوافرة ، مع قوم وجوههم ناضرة ، وعيونهم إلى ربهم ناظرة ، فهي راضية ، ولماذا لا يكون جزاؤهم كذلك ..
وهم طالما يبست بالصيام حناجرهم ، وغرقت بالدموع محاجرهم ..
طالما غضوا أبصارهم عن الحرام ، واشتغلوا بخدمة العزيز العلام ..
فهم في جنة ربهم يتنعمون ...
{
عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ * مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ *يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ * لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ *وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ * وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ * جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلَا تَأْثِيماً * إِلَّا قِيلاً سَلَاماً سَلَاماً } [ الواقعة/15-26]
وأينما سرت في ركب الصالحين لتجدن طلب الجنة يملأ قلوبهم ويشغل نفوسهم .. قد تعلقت بها أرواحهم حتى لم تقم لغيرها وزنا .. فهان عليهم كل شيء في سبيل الوصول إليها ..
أبو الدحداح ثابت بن الدحداح رضي الله عنه .. كان له نبأ عجب ..
روى البخاري ومسلم عن أنس : أن غلام يتيم من الأنصار كان له بستان ملاصق لبستان رجلاً منذ سنين فأراد الغلام أن يبني جداراً يفصل بستانه عن بستان صاحبه فلما بدأ يبني هذا الجدار اعترضته نخلة في طريق هذا الجدار فذهب إلى صاحبه ..
وقال : يا أخي عندك نخل كثير في بستانك فلا يضرك أن تعطيني هذه النخلة التي اعترضت جداري إذا هي من نصيبك لو كانت من نصيبي لأقمت الجدار وأدخلتها فيه لكن المشكلة أنها من نصيبك ولا يستقيم الجدار حتى أدخلها في نصيبي
فقال : صاحبه لا ولله لا أعطيك النخلة
فقال : يا أخي ما يضرك أعطني النخلة أو بعني أيها.
قال : لا والله ما أفعل شيئاً من ذلك
قال : يعني ما أقيم جداري
قال : ذلك أمر إليك وليس إلي
فذهب هذا اليتيم إلى النبي – صلى الله عليه وسلم-
فقال : يا رسول الله أن بستاني بجانب بستان فلان وأني أردت أن أبني جداراً في وسط البستان فاعترضتني نخلة لا يستقيم الجدار إلا إذا أدخلتها في نصيبي لكنها يا رسول الله من نصيب صاحبي وقد سألته أن يعطيني إياها فأبى علي يا رسول الله يا رسول الله فاشفع لي عنده أن يعطيني النخلة
فقال - صلى الله عليه وسلم - : أدعوه إلي فذهب اليتيم إلى صاحبه
فقال : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعوك
فلما جاء حتى مثل بين يدي النبي – صلى الله عليه وسلم – ألتفت إليه صلى الله عليه وسلم
وقال : قد كان بستانك بجانب بستان صاحبك وأراد هذا اليتيم أن يبني جداراً بفصل بستانه عن بستانك فاعترضته نخلة هي من نصيبك .
قال : نعم.
قال : فأعطي هذه النخلة لأخيك .
قال : لا ( أعاد عليه الصلاة والسلام الطلب ثلاث والرجل يرفض )
فقال - صلى الله عليه وسلم - : أعطه النخلة ولك بها نخلة في الجنة .
قال : لا
بعد ذلك سكت الرسول ماذا يقول أكثر من ذلك سكت ..
كان من بين الصحابة الحاضرين ( أبو الدحداح ) رضي الله عنه فلما رأى هذا العرض نخلة في الدنيا بنخلة في الجنة ( ونخلة الجنة منها ما يسير الراكب 100 عام لا يقطعها ) فلما سمع أبو الدحداح ذلك لم يصبر على ما سمع ثم قال : يا رسول الله أرأيت أن شريت نخلة هذا ثم أعطيتها لفلان يكون عندي نخلة في الجنة
فقال - صلى الله عليه وسلم : نعم يكون عندك نخلة في الجنة .
أبو الدحداح بدأ يفكر ماذا عنده من الأموال يستطيع أن يغري بها صاحب النخلة ليستخرجها منه إلى ملكه ثم يعطيها لذلك اليتيم بداء يفكر فتذكر أن له بستان يتمناه أكثر تجار أهل المدينة بستان فيه 600 نخلة وبئر وبيت .
فقال أبو الدحداح : يا فلان يا صاحب النخلة
قال : ما تريد
قال : تعرف بستاني الذي في المكان الفلاني بستان كامل تعرف البستان
قال : نعم أعرفه وهل يجهله أحد بستانك فيه تمر طيب هل يجهله أحد
قال : يا فلان خذ بستاني كله وأعطني هذه النخلة .. خذ بستاني كله بما فيه من شجر وبئر وبيت وغير ذلك وأعطني هذه النخلة ..
لكن الرجل نظر إلى أبي الدحداح ثم ألتفت على الناس فإذا هم يشهدون على هذا البيع.
فقال : نعم أخذت البستان وأعطيتك النخلة
فلتفت أبو الدحداح رضي الله تعالى عنه إلى اليتيم ثم قال : يا فلان النخلة مني إليك خذها وذهب فأخذها ثم ألتفت أبو الدحداح إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: يا رسول الله الآن أصبح عندي نخلة في الجنة.
فقال صلى الله عليه وسلم : كم من عذق رداح لأبي الدحداح في الجنة ( أي : كم من عذق رداح: مليء بالثمر لأبي الدحداح في الجنة )
يقول أنس راوي الحديث : ما قالها مرة ولا مرتين ولا ثلاث مازال صلى الله عليه وسلم يكررها- كم من عذق رداح لأبي الدحداح في الجنة ... حتى خرج أبو الدحداح ..
أبو الدحداح بعد ما تم البيع ذهب إلى البستان ليخرج بعض أغراضه منه .. فلما حرك باب البستان ليدخل فإذا بصوت زوجته و أولاده يلعبون داخل البستان أراد أن يفتح الباب ليدخل ما تحملت نفسه