منتدى الروح و الريحان النسائي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الروح و الريحان النسائي

منتدى إسلامي نسائي
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيل

 

 المشتاقون الى الجنة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أملى الجنان




عدد المساهمات : 477
نقاط : 27628
تاريخ التسجيل : 04/10/2009
العمر : 35

المشتاقون الى الجنة Empty
مُساهمةموضوع: المشتاقون الى الجنة   المشتاقون الى الجنة I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 12, 2010 8:26 pm

المشتاقون الى الجنة للشيخ العريفى
http://live.islamweb.net/lecturs/Mh-al3reafi/8066.mp3




الحمد لله الذي جعل جنة الفردوس لعباده المؤمنين نزلا.. ويسرهم للأعمال الصالحة الموصلة إليها.
فلم يتخذ سواهم شغلا.. وسهل لهم طرقها.. فسلكوا السبيل الموصلة إليها ذللا..
وكمل خالدين فيها ابدا..
الحمد لله فاطر السموات و الأرض وجاعل الملائكة رسلا.. وباعث الرسل مبشرين ومنذرين..لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل..
الحمد لله الذي رضي لعباده اليسير من العمل وتجاوز لهم عن كثير من الزلل.. ففاض عليهم النعمة وكتب على نفسه الرحمة
وضمن الكتاب الذي كتبه ان رحمته سبقت غضبه ..
واشهد ان لا اله الا الله وحدة لا شريك له واشهد ان محمد عبده ورسوله صلى الله عليه ومن سار على نهجه واقتفى اثره إلى يوم الدين
اما بعد ايها الاخوة الكرام..
فان الله سبحانه وتعالى لم يخلق خلقه عبثا ولم يتركهم سدى.. وانما خلقهم لامر عظيم وهيئم لامر جسيم .. عرض على السماوات والأرض والجبال فأبين وأشفقن منه إشفاقا ووجلا حمله الإنسان انه كان ظلوما جهولا ..
والعجب كل العجب.. من غفلة من و لحظاته معدودة عليه.. وكل نفس من انفاسه إذا خرح لم يرجع إليه. وانما يتبين سفهه المفرط يوم الحسرة والندامة..
إذا حشر المتقون إلى الرحمن وفدا.. وسيق المجرمون الجنهم وردا..
فالاولون في روضات الجنات يتنعمون وفي اسرتها يجلسون.. وعلى بطائنها يتكئون والاخرون في اودية جهنم يصطلون جزاء بما كانوا يعملون
ومن هنا اشتاقت نفوس الصالحين للجنة ..
حتى قدموا في سبيل الوصول إليها كل مايملكون..هجروا لذيذ النم والرقاد .. بكوا في الرقاد..
وصاموا النهار وجاهدوا الكفار فالله كم من صالح وصالحة اشتاقت إليهم الجنة كم اشتاقوا هم لها
من حسن اعمالهم وطيب اخبارهم ولذة مناجاتهم ..
وكان لكل واحد منهم ولكل واحدة منهن مع الله جل جلاله أخبار و أسرار ..
لم يطلعوا عليها اغيره ابدا.. جعلوها بين ايديهم عنده عددا
لا يطلبون جزاؤهم الا منه فطريقهم إليهم ومعولهم عليه ومئالهم يكون بين يديه
فلا اله الا الله.. كم بكت عيون في الدنيا خوفا من الحرمان إلى النظر إلى وجه الله الكريم.. وكم تقطعت اكباد شوقا إلى لقاء الله جل جلاله.. فهو سبحانه اعظم من سجدت الوجه لعظمته .. وبكت العيون حياء لمراقبته.. وتقطعت الاكباد شوقا إلى لقائه ورؤيته..
المشتاقون إلى الجنة ..لهم مع ربه أخبار و أسرار..
فاليكم شيئا من اخبارهم وطرفا من اسرارهم ..
اول هذه الاخبار..
مااورده الامام الجوزي في كتابه صفة الصفوة ..
وذكره ابن النحاس في مشارع الاشواق..
رجل من الصالحين اسمه أبو قدامة الشامي.. كان رجلا قد حبب إليه الجهاد والغزو في سبيل الله.. فلايسمع بجاهد بين المسلمين والكفار
ولابغزو في سبيل الله لنصر المسلمين الا وسارع وجاهد مع المسلمين هناك.. جلس أبو قدامة يوما في الحرم المدني
فسئله سائل فقال يا أبا قدامه حدثنا باعجب مارأيته من أمر الجهاد والغزو
أنت رجلا قد اكثرت من الجهاد في سبيل الله ومن حضور المعارك التي بين المسلمين والكفار ..
فحدثنا باعجب مارأيته من أمر الجهاد الغزو ..فقال أبو قدامة اني محدثكم عن ذلك
خرجت مرة مع اصحاب لي إلى الرقة لنقاتل بعض المشاركين في الثغور ..
قال لما نزلت في الرقة وهي مدينة في العراق على نهر الفرات اشتريت منها جمل احمل عليه سلاحي ووعظت الناس في مساجدها
وحثثتهم على الجهاد في سبيل الله والانفاق في نصرة الاسلام الذي جعلهم الله قائمين عليه.. فلما تكلمت في بعض مساجدها
ودعوت الناس للقتال في سبيل الله ثم جن علي الليل اكتريت منزلا ابيت فيه فلما ذهب بعض الليل
فإذا بباب المنزل يطرق علي قال فعجبت عجبا شديدا من هذا الذي يطرق علي الباب
فانا رجل غير معروف في هذه البلاد وليس لي بأحد اتصال ولا معرفة فمن هذا الذي سوف يأتي الي في هذه الظلمة..
قال لما فتحت الباب و أنا وجل فإذا بامرأة متحصنة عفيفة قد تحصنت بجلبابها فلا ترى منها شيئا قال لما رايتها فزعت منها وقلت ياامة الله ما تريدين رحمك الله ..
قالت: لي أنت أبو قدامة قلت: نعم قالت :أنت الذي جمعت المال اليوم للثغور قلت :نعم
قال فلما سمعت مني ذلك دفعت الي رقعة وخرقة مشدودة ثم انصرفت باكية قال :فعجبت والله من شأنها والخرقة بين يدي
فنظرت بهذه الرقعة فإذا مكتوب فيها يا أبا قدامة انك قد دعوتنا اليوم إلى الجهاد وانا امرأة
لااتسطيع الجهاد ولا لي قدرة علي على ذلك ولم اجد مالا ازودك به لتذهب به إلى المجاهدين فقطعت أحسن مافي وهما ظفيرتاي
ثم صنعت منهما شكالا يعني حبلا يربط بهما الفرس وانفذتهما إليك تجعلهما قيد فرسك لعل الله تعالى إذا راى شعري قيد فرسك في سبيله ان يغفر الله تعالى لي وان يدخلني إلى الجنة ..
قال أبو قدامة فعجبت والله من حرصها وبذلها كل ذلك في سبيل الله وشدت شوقها إلى المغفرة والجنة مع انها صنعت أمر غير مشروع في الدين ان تقص شعرها بهذه الطريقة .. لكن شوقها إلى الجنة غلبها على ذلك قال فجعلت هذه الخرقة في بعض متاعي ..
ثم لما اصبحنا وصلينا الفجر
خرجت أنا واصحابي من الرقة فلما بلغنا حصن مسلمة بن عبدالملك فإذا بفارس يصيح ورائنا ويقول يا أبا قدامة يا اباقدامة قف علي يرحمك الله قال فقلت لاصحابي تقدموا انتم عني وانا ارجع انظر في خبر هذا الفارس فلما رجعت إليه بدأني بالكلام وقال الحمدلله الذي لم يحرمني صحبتك ولم يردني خائبا إلى اهلي قال فقلت له ماتريد رحمك الله قال اريد الخروج معكم للقتال
قلت له اسفر عن وجهك فان كنت كبيرا يلزمك القتال قبلتك وان كنت صغيرا لايلزمك الجهاد رددتك
قال فكشف الللثام عن وجهه فإذا بوجه كمثل القمر و إذا هو شاب غلام عمره 17 سنة فقلت له يابني عندك والد
قال أبي قد قتله الصليبيون وانا خارج اقاتل الذين قتلوا أبي فقلت له :
أعندك والده قال :نعم ..
فقلت له: ارجع إلى امك فاحسن صحبتها فانك إذا احسنت صحبتها فان الجنة تحت قدمها
قال أبو قدامة فتعجب مني وقال: سبحان الله اما تعرف امي قلت له لا والله مااعرف امك فقال امي هي صاحبة الوديعة
قال: امي هي صاحبة الشكال قلت :اي شكال قلت :سبحان الله ما اسرع ما نسيت اما تذكر المرأة التي اتتك البارحة ثم اعطتك الكيس.. والشكال والحبل الذي تربط به فرسك
قال :أبو قدامة بلى ماخبرها قال: هي والله امي امرتني ان اخرج إلى الجهاد واقسمت علي ان لا اجرع إليها وقالت: يابني إذا لقيت الكفار فلا توليهم الادبار وهب نفسك لله واطلب مجاورة الله ومساكنة ابيك واخوالك في الجنة
فإذا رزقك الله الشهادة فاشفع فيي ثم ضمتني إلى صدرها ورفعت بصرها إلى السماء وقالت الهي وسيدي ومولاي هذا ولدي وريحانة قلبي وثمرة فؤادي سلمته إليك فقربه من ابيه واخواله ثم قال: أبو قدامة عجبت والله من هذا الغلام ثم

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أملى الجنان




عدد المساهمات : 477
نقاط : 27628
تاريخ التسجيل : 04/10/2009
العمر : 35

المشتاقون الى الجنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: المشتاقون الى الجنة   المشتاقون الى الجنة I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 12, 2010 8:34 pm

عاجلني الغلام بقوله فسألتك بالله ياعمي يا اباقدامة ان لاتحرمني الغزو في سبيل الله معك أنا ان شاءالله الشهيد ابن الشهيد..
فأني حافظ لكتاب الله وماهر بالفروسية والرمي فلا تحقرن صغر سني قال أبو قدامة فلما سمعت ذلك منه لم استطع والله ان ارده فاخذناه معنا فو الله مارأينا انشط منه ان ركبنا فهو اسرع منا وان نزلنا فهو انشطنا وهو في كل احواله في الطريق وفي النزول لايفتر لسانه عن ذكر الله جل جلاله ابدا..
فنزلنا منزلا لما اقبلنا إلى الثغور مع غروب الشمس وكنا صائمين واردنا ان نطبخ فطورنا وعشائنا قال فلما نزلنا اقسم الغلام علينا
ان لايصنع الفطور الا هو فاردنا ان نمنعه عن ذلك اذ هو لايزال في تعب شديد من طول الطريق وعسره ولكنه ابى علينا ذلك فلما نزلنا قلنا له تنحى عنا قليلا حتى لايؤذينا دخان الحطب قال فجلسنا ننتظر الغلام فابطأ علينا شيئا يسيرا
فقال لي بعض اصحابي يا أبا قدامة اذهب إلى صاحبك فانظر لنا بعض خبره فما هذا بصنع فطور ولا طعام قدا ابطأ علينا كثيرا قال فلما توجهت إليه فإذا الغلام قد اشعل النار في الحطب وقد وضع من فوقها القدر ثم غلبه التعب النوم ووضع راسه على حجر ونام
فلما رايته على هذا الحال كرهت والله أن أيقظه من منامه وكرهت والله ان ارجع إلى اصحابي وليس معي طعام لهم
فلما-رأيت حاله كذلك قلت في نفسي أنا اكمل الفطور لاصحابي فاخذت اصنعه شيئا يسيرا واسارق الغلام النظر إلى ذلك فبينما أنا انظر إلى الغلام إذا لاحظت ان الغلام بدأ بتبسم ثم اشتد تبسمه فتعجبت والله من تبسمه وهو نائم ثم بدأ الغلام يضحك ثم اشتد ضحكه ثم استيقظ من منامه- قال فلما رايت الغلام على ذلك عجبت والله فلما استيقظ ورآني فزع الغلام وقال ياعمي ابطأت عليكم قلت له ما أبطأت علينا قال دع عنك صنع الطعام أنا اصنعه لكم أنا خادمكم في الجهاد قلت له لا والله لا تصنع فطورا ولا طعاما حتى تحدثني بشأنك ما الذي جعلك في منامك تضحك وما الذي جعلك تبتسم هذا أمر عجيب
فقال الغلام يا عمي هذه رؤيا رايتها قلت له بالله عليك ما هذه الرؤيا قال دعها بيني وبين الله تعالى قلت له اقسمت بالله عليك ان تحدثني بهذه الرؤيا قال الغلام رأيت يا عمي في منامي إني قد دخلت إلى الجنة فإذا هي في حسنها وبهائها وجمالها
كما اخبر الله عز وجل في كتابه فبينما أنا امشي فيها وانا في عجب شديد من حسنها وجمالها اذ رايت قصرا يتلالأ لبنة من ذهب ولبنة من فضة واذا شرفاته من الدر والياقوت والجوهر وابوابه من ذهب واذا ستر مرخية على ابوابه واذا بجواري يرفعن الستور وجوههن كالأقمار
قال فلما رأيت حسنهن أخذت انتظر إليهن وأتعجب من حسنهن وجمالهن فإذا بجارية كما أحسن من تراى من الجواري
تحدث صاحبتها التي عن يمينها وتشير إلي وتقول هذا زوج المرضية ..هذا زوج المرضية..هذا زوج المرضية
وأنا لا ادري من هي المرضية .. فسألتها أنتي المرضية ,,.؟
فقالت :أنا خادمة من خدم المرضية تريد المرضية ادخل إلى القصر تقدم يرحمك الله
قال: فتقدمت فإذا في اعلى القصر غرفة من الذهب الاحمر عليها سرير من الزبرجد الاخضر وقوائمه من الفضة البيضاء ..عليه جارية وجهها كانه الشمس لولا ان الله ثبت علي بصري لذهب بصري ولذهب عقلي من حسنها وجمالها ومن بهاء السرير وجمال الغرفة فلماراتني الجارية بدأت بالكلام والحديث وقالت مرحبا بولي الله وحبيبه أنا لك وانت لي فلما رايتها وسمعت كلامها
اقتربت منها فلما كدت ان اضع يدي عليها قالت لي ياخليلي ياحبيبي ابعد الله عنك الخنا ..قد بقى لك في الحياة شيء وموعدنا معك غدا بعد صلاة الظهر..
قال: فتبسمت من ذلك وفرحت والله منه
قال ابوقدامة فلما سمعت هذه الرؤيا من مثل هذا الغلام ..قلت له :رايت خيرا ان شاء االله
قال أبو قدامة: ثم إننا أكلنا فطورنا ثم ركبنا على دوابنا ومضينا إلى اصحابنا المرابطين في الثغور .. قال فلما نزلنا عندهم و بتنا عندهم .. قمنا وصلينا الفجر .. ثم حضر عدونا فقام قائدنا وصف الجيوش بين يديه ثم تلا علينا صدرا من سورة الأنفال وذكرنا بأجر الجهاد في سبيل الله وبثواب الشهادة في سبيل الله فما زال يحثنا على الجهاد والقتال قال فبينما أنا اتامل في الناس حولي
فإذا كل واحد منهم يجمع حوله أخوانه وأقربائه أما الغلام فلا أبو يدعوه إليه ولا عم يقربه إليه ولا اخو يجعله بين يديه
فاخذت ارقبه وانظر في حاله فلما نظرت فإذا الغلام في مقدمة الجيش فأخذت اشق الصفوف مشيا إليه فلما وصلت إليه قلت له يا بني ألك خبرة بالقتال والجهاد.؟
قال : لا هذه والله أول معركة وأول مشهد أراه وأقاتل الكفار فيه .
فقلت له: يا بني أن الأمر على خلاف مافي بالك وذهنك ..ان الامر قتال ..وان الامر دماء وصهيل..وجولان ابطال..ورمي نبال
يا بني فكن في اخر الجيش ، فان يكن نصر انتصرت معنا وان كانت هزيمة لم تكن أنت اول مقتول ..
فنظر الي متعجبا فقال: أنت تقول لي ذلك .!
قلت له :نعم
فقال: ياعم هل تريدني ان اكون من اهل النار
قلت :اعوذ بالله والله ماجئنا إلى الجهاد الا هربا من النار وطلبا للجنة
قال :ان الله يقول
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ * وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إلى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} F]الأنفال/16-15]
هل تريدني ان اوليهم الادبار فيكون ماواي جهنم ؟؟
قال ابوقدامة: فعجبت والله من حرصه ومن تمسكه بهذه الايات..فقلت له: يابني ان الاية مخرجها على غير كلامك فاابى علي ان يرجع
فاخذت يده اجبذه حتى ارجعه إلى اخر الصفوف فجعل يجذب يده مني فبدا القتال وحالت الخيل بيني وبينه
فلما بدا القتال .. جالت الابطال..ورميت النبال..وجردت السيوف..وتكسرت الجماجم..وتطايرت الايدي والارجل..واشتد علينا القتال حتى اشتغل كل منا بنفسه وقال:


كل خليل كنت آمله ** لألهينك اني عنك مشغول
حتى ان السيوف والله من شدة الحر فوقنا حتى كانما هو تنور يشعل فوق رؤوسنا.. ان السيوف والله لاتثبت في ايدينا فمازال القتال
يشتد علينا قد انشغل كل منا عن الاخرين بنفسه ومازال يشتد علينا ويزيد حتى زالت الشمس ودخل وقت صلاة الظهر ثم هزم الله تعالى الصليبين قال فلما هزمه اجتمعت مع اصحابي ثم صلينا الظهر فبدأ كل واحد من الناس يبحث عن اقربائه واحبابه اما الغلام فلا احد يسأل عنه ولاينظر في خبره فبينما الحال على هذا قلت والله لانظرن في خبره لعله مقتول او جريح او بعض اولئك الكفار قد اخذه اسير وذهب به معهم لما هربوا وولوا الادبار فبدات امشي بين الجرحى والقتلى واتلفت بينهم انظر فبينما أنا على ذلك اذ سمعت صوتا يصيح من وراي ويقول ايها الناس ابعثوا الي عمي أبا قدامة ..
فالتفت إلى مصدر الصوت فإذا الجسد جسد الغلام و إذا الرماح فد تسابقت إليه والخيل قد وطئت عليه فتمزقت اللحمان
وادمت اللسان وفرقت الاعضاء وكسرت العظام و إذا هو يتيم ملقى في الصحرا فاقبلت والله عليه وانطرحت بين يديه ثم صرخت باعلى صوت هانا أبو قدامة هاأنا ابوقدامة فقال الحمدلله الذي احياني إلى ان اوصي إليك
فاسمع مني وصيتي قال أبو قدامة على محاسنة وجماله وبكيت والله رحمة بامه المقيمة في الرقة التي فجعت عام اول بابيه واخواله وتفجع هذا العام به فاخذت طرف ثوبي امسح الدم عن محاسن وجهه وجماله فلما شعر بذلك رفع بصره الي وقال ياعم تمسح الدم بثوبك .. امسح الدم بثوبي لابثوبك ياعمي ..
قال أبو قدامة فبكيت والله ولم احر جوابا .. ثم قال بصوت ضعيف ياعم اقسمت عليك إذا أنا مت ان ترجع إلى الرقة ثم تبشر امي بان الله قد تقبل هديتها إليه وان ولدها قد قتل في سبيل الله مقبلا لا مدبرا .. وان الله ان كتبني في الشهداء فاني سأوصل سلامها إلى أبي واخوالي في الجنة ثم قال ياعمي اني اخاف ان لاتصدق امي كلامك فخذ معك بعض ثيابي التي فيها الدم..فان امي إذا راتها صدقت اني مقتول وقل لها ان الموعد الجنة ان شاء الله تعالى ياعمي انك إذا رجعت الي بيتنا ستجد اخت لي صغيرة مادخلت المنزل الا استبشرت وفرحت ولاخرجت من المنزل الا بكت وحزنت وقد فجعت بمقتل أبي عام اول وفجعت بمقتلي هذا العام وانها قالت لي عندما رات علي ثياب السفر ورات امي تلف الثياب علي قال يا اخي لاتبطئ علينا وعجل بالرجوع الينا فإذا رايتها فطيب صدرها بكلمات وقل لها يقول لك اخوك الله خليفته عليك قال ابوقدامة ..: ثم تحامل الغلام على نفسه وضاق نفسه في صدره وضعف صوته حتى لم اعد افهم شيئا من كلامه ثم تحامل الغلام على نفسه وقال ياعمي صدقت الرؤيا والله .. صدقت الرؤيا ورب الكعبة والله اني لأرى المرضية الآن عند رأسي واشم ريحها قال ثم انتفض راسه وتصبب العرق من جبينه ثم شهق شهقات حتى اشتد عليه الشهاق قال ثم مات الغلام بين يدي
قال ابوقدامة فاخذت بعض ثيابه التي فيها الدم وجعلتها في كيس ثم دفناه ولم يكن عندي هم اعظم من ان ارجع إلى الرقة وابلغ رسالته إلى امه.. قال : فرجعت إلى الرقة وانا لاادري مااسم امه ولا اين مسكنهم ومآواهم فبينما أنا امشي بين طرقات الرقة اذ وقفت
إلى منزل قد وقفت عند بابه فتاة صغيره عمرها تسع سنوات تنظر في الغادين والرائحين .. مايمر بها احد ترى عليه اثر السفر الا سالته وقالت ياعمي من اين اقبلت يقول لها اقبلت من الجهاد فتقول معكم اخي فيقول ماادري من اخوك ثم يمضي عنها
ثم مر بها اخر فتقول له يااخي من اين اقبلت فيقول من الجهاد قالت معكم اخي قال ماادري من اخوك .؟
ثم مضى قال ثم مر بها ثالث فنظرت إليه فإذا عليه اثر السفر فقالت ياعم من اين اقبلت فيقول اقبلت من القتال قالت معكم اخي قال ماادري والله من اخوك قم مضى قالت فما زالت تسأل الرابع والخامس والعاشر ثم لم تسمع منهم جوابا بكت وخفضت راسها وقالت مالي ارى الناس يرجعون واخي لايرجع ..فلما رايت حالها كذلك اقبلت إليها فلما رات علي اثر السفر وبيدي الكيس قالت ياعم من اين اقبلت
قلت لها اقبلت من الجهاد قالت معكم اخي قلت اين امك قالت امي بالداخل قلت قولي لها تخرج الي قال فلما خرجت الي العجوز فإذا هي متلفعة بجلبابها فلما سمعت صوتها وسمعت صوتي قالت لي ياابا قدامة اقبلت معزيا ام مبشرا
قال فقلت لها رحمك الله بيني لي مامعنى العزاء والبشارة ؟
فقالت ان كنت قد اقبلت تخبرني بان ولدي قد قتل في سبيل الله مقبلا غير مدبر فانت والله مبشر اذ تقبل الله هديتي إليه التي اعددتها منذ سبع عشر سنة وان كنت قد اقبلت تخبرني بان ولدي قد رجع سالما معه الغنيمة فانت والله معزي اذ لم يتقبل الله تعالى هديتي إليه
قال أبو قدامة .. فقلت لها : بلى أنا والله مبشر ان ولدك قد قتل في سبيل الله مقبلا غير مدبر وقد وطئت عليه الخيل وقد اخذ الله تعالى من دمه حتى رضي فقالت : مااظنك صادقا قال وهي تنظر إلى الكيس والطفلة تنظر الينا
قال ففتحت الكيس ثم اخرجت الثياب إليها يتساقط منه الدم ويتساقط منها لحم وجهه وشعره قال .. فقلت لها: اليست هذه ثيابه ..؟
اليست هذه عمامته .؟اليس هذا قميصه ؟ الذي البستيه اياه بيدك قال فلما رات ذلك العجوز قالت ..الله اكبر وفرحت
اما الصغيرة فقد شهقت ثم وقعت على الارض فلما وقعت على الارض مازالت والله تشهق ففزعت امها فدخلت إلى البيت واحضرت ماء ترشه عليها اما أنا فجلست عند راسها اسكب عليها الماء واقرا عندها القرآن فوالله مازالت تشهق وتنادي باسم اخيها وابيها وامها عند راسها تبكي فمازالت والله تشهق وماغدرتها الا ميتة فلما ماتت امسكت امها بيدها ثم جرتها إلى داخل البيت ثم اغلقت الباب في وجهي
ثم سمعتها تقول اللهم اني قد قدمت زوجي واخواني وولدي في سبيلك .. اللهم لعلك ان ترضى عني وان تجمعني بهم في جنتك
قال أبو قدامة فأخذت اطرق الباب لعلها ان تفتح الباب اعطيها شيئا من المال او لاحدث الناس بخبرها فيرتفع شأنها بينهم ..فوالله مافتحت لي ولا ردي لي جوابا.. قال: فوالله مارأيت اعجب منها
هذه المراة قدمت كل ذلك في سبيل الله..في سبيل ان تدخل تلك الدار التي اشتد شوقها إليها وقدم وولدها نفسه رخيصة لله ..وتناسى لذاته وشبابه فليت شعري ماذا قدم للجنة المفرطون امثالنا.؟

رحم الله فتى هذب الدين شبابه
ومضى يزجي إلى العليا في عزم ركابه
مخبتا لله صير الزاد كتابه
واردا من منهل الهادي ومن نبع الصحابه
ان طلبت الجود منه فهو دوما- كالسحابة
او نشدت العزم فيه فهو ضرغام بغابه
جاذبته النفس بشر فلم يبدي استجابة
متق لله تعلو من يلاقيه المهابه
رق منه القلب لكن زاد في الدين صلابة
بلسم في الارض يمحو عن محياها الكآبه
ثابت الخطو فلم تطفي الاعاصير شهابه
جربته صوله الدهر فألفت ذا نجابة
ان يقم يوما خطيبا يسمع الصم خطابه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أملى الجنان




عدد المساهمات : 477
نقاط : 27628
تاريخ التسجيل : 04/10/2009
العمر : 35

المشتاقون الى الجنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: المشتاقون الى الجنة   المشتاقون الى الجنة I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 12, 2010 8:41 pm

اويسر في الدرب يوما ابصر الاعمى جنابه
مسلم يكفيه فخرا ان للدين انتسابه
المشتاقون إلى الجنة لهم مع ربهم تعالى أخبار و أسرار
ارتفع قدرها عندهم حتى لم يرضوا لها مثلا.. ولاثمنا الا ارواحهم التي بين جنوبهم ولماذا لايبذلون للجنة ذلك واكثر وهي الدار التي اخبر النبي-صلى الله عليه وسلم- بأقل اهلها نعيما وادناهم ملكا فكان لهم في ذلك نبأ عجيب
في صحيح مسلم من حديث عبدالله ابن مسعود والمغير ابن شعبة -رضي الله عنهما- ان رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال
ان موسى سأل ربه فقال ياربي ماادنى اهل الجنة منزلة .؟
فاخبره الله تعالى بخبره وهو آخر من يدخل إلى الجنة وهو رجل يمشي على الصراط فيكبو مرة وتسفعه النار مرة فإذا جاوز النار التفت إليها ثم قال تبارك الذي نجاني منك فقد اعطاني شيئا مااعطى احد من الاولين والاخرين فيجلس على شفير جنهم لكنه قد نجا من النار
فيرى انه لااحد من الناس يكون جزائه اعظم من الجزاء الذي اعطي اياه اذ قد نجى من النار فبينما هو على ذلك اذ ارتفعت له شجرة فلما راها قال ياربي ادنني من هذه الشجرة استظل بظلها واشرب من ماءها فيقول الله تبارك وتعالى (ياابن ادم لعلي ان اعطيتكها سالتني غيرها فيقول لاياربي .. ثم يعاهد ربها ان لايسأله غير تلك الشجرة ابدا
وربه تعالى يعذره لانه يرى مالاصبرعليه فيأذن الله تعالى له فيدنو من تلك الشجرة فيستظل من ظلها ويشرب من ماءها فبينما هو على ذلك اذ رفعت له شجرة أحسن من الشجرة الاولى فيقول ياربي ادنني من تلك الشجرة الثانية لاشرب من ماءها واستظل بظلها وعزتك وجلالك لااسألك غيرها ابدا
فيقول الله تعالى Sad ياابن ادم الم تكن عاهدتني ان لاتسألني غير تلك الشجرة فيقول ياربي وعزتك وجلالك لااسألك غيرها ابدا
فيأذن الله له ..اذ انه يعذره لانه يرى مالاصبرعليه..فيأذن الله تعالى له فيدنو من تلك الشجرة فيستظل من ظلها ويشرب من ماءها ينما هو على ذلك اذ رفعت له شجرة ثالثة عند باب الجنة هي أحسن من الشجرتين الاوليين ..فيتصبر فلايصبر فيقول ياربي ادنني من تلك الشجرة الثالثة لاستظل بظلها واشرب من ماءها .. وعزتك وجلالك لااسألك شيئا غيرها ابدا
فيقول الله ياابن ادم ياابن ادم مااغدرك الم تكن عاهدت ان لاتسألني غيرها فيقول بلى ياربي هذه ولا اسألك غيرها ابدا
وربه جل جلاله يعذره فإذا ادناه الله تعالى من تلك الشجرة وجلس عند باب الجنة سمع اهل الجنة وماهم فيه من الحبور والسرور فيسكت ماشاء الله ان يسكت ولكنه لايصبر على ذلك فيقول ياربي ياربي ادخلني إلى الجنة فيقول الله تعالى له -وهو الذي عنده خزائن السموات والارض- : ادخل إلى الجنة .. فإذا دخلها خيل إليه انها ملأى وظن ان الجنة ممتلئة بهذه الاقوام الذين سبقوه إليها وان القصور قد نزلت والحور العين قد تزوجت فيقول ربي كيف وقد نزل الناس منازلهم واخذوا اخذاتهم .. فيقول الله تعالى ياابن ادم مايرضيك مني
ايرضيك ان يكون لك مثل ملك ملك من ملوك الدنيا فيقول رضيت ربي
فيقول الله تعالى له : ذلك لك ومثله ومثله ومثله ومثله ومثله خمسة اضعاف فيقول في الخامسة رضيت ربي رضيت ربي..
فيقول الله تعالى له هذا لك وعشرة امثاله ولك مااشتهت نفسك ولذة عينك ثم يقول الله تعالى له : تمنى ياعبدي.؟
فيتمنى فيقول ياربي اريد كذا وكذا فيقول الله : ذلك لك..ويقول اريد كذا .. فيقول الله : ذلك لك..
ويقول اريد كذا .. فيقول الله : ذلك لك..ويقول اريد كذا .. فيقول الله : ذلك لك.. فإذا انقطعت به الاماني قال الله تعالى له : افلا تريد كذا ..
انظر إلى رحمة ارحم الراحمين.. يذكره بهذه النعم .. يقول افلا تريد كذا فيقول بلى ربي فيقول هو لك فيقول ربي افلا تريد كذا سل مني كذا ثم يعطيه الله كل ذلك حتى تنقظع الاماني ثم يأذن الله له ان يدخل إلى قصوره وبيوته فإذا دخل إلى قصره دخلت عليه زوجتاه من الحور العين فتقولا له الحمدلله الذي احياك لنا واحيانا لك .. فينظر في نعيمه ..
ثم يقول والله مااعطي احد من النعيم مثل مااعطيته أنا ..
هذا ادنى اهل الجنة منزلة ..
فلما سمع موسى هذا وهو الذي سأل ربه عن ادنى منزلة
قال ربي فما اعلاهم منزلة
فقال الله تعالى : اولئك ياموسى الذين غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم ترى عين ولم تسمع اذن ولم يخطر على قلب بشر

أولئك الذين أردت غرس كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر

فسبحان من غرست يداه جنة الفردوس عند تكامل البنيان ويداه أيضا أتقنت لبنائها فتبارك الرحمن أعظم بان لما قضى رب العباد العرش قال تكلمي فتكلمت ببيان قد أفلح العبد الذي هو مؤمن ماذا ادخرت له من الاحسان فيها الذي والله لا عين رأت كلا ولا سمعت به الأذنانكلا ولا قلب به خطر المثال له تعالى الله ذو السلطان هي جنة طابت وطاب نعيمها فنعيمها باق وليس بفان دار السلام وجنة المأوىومنزل عسكر الايمان والقرآن
أمشاطهم ذهب ورشحهم فمسك خالص يا ذلة الحرمان
هذا وسنهم ثلاث مع ثلاثين التي هي قوة الشبان
وبناؤها اللبناتمن ذهب وأخـرى فضة نوعان مختلفان
وقصورها من لؤلؤ وزبرجد أو فضة أوخالص العقيان
وكذاك من در وياقوت به نظم البناء بغاية الاتقان
والطين مسك خالص أو زعفرا ن جابذا أثران مقبولان
حصباؤها دروياقوت كذا ك لآليء نثرت كنثر جمان
وترابها من زعفران أو من المسك الذي مااستل من غزلان
أنهارها في غير أخدود جرت سبحان ممسكها عن الفيضان
من تحتهم تجري كما شاؤوا مفجرة وما للنهر من نقصان
عسل مصفى ثمخمـــــــر ثم أنهار من الالبان
سبحان ذي الجبروت والملكوت والإجلالوالاكرام والسبحان
والله أكبر عالم الاسرار والاعلان واللحظات بالاجفان
والحمد لله السميع لسائر الأصوات من سر ومن اعلان
وهو الموحدوالمسبح والممجد والحميد ومنزل القرآن
والأمر من قبل ومن بعد له سبحانكاللهم ذا السلطان


المشتاقون إلى الجنة لهم مع ربهم تعالى أخبار و أسرار.. بل كانوا إذا حصلوا الجنة لم يلتفتوا إلى غيرها ابدا
حارثة ابن سراقة غلام من الانصار ..
له حادثة عجب ذكرها اصحاب السير واصلها في حديث البخاري وذلك ان النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا الناس للخروج إلى بدر..
جاء حارثة إلى امه وكانت عجوزا قد كبر سنها .. تحبه كااشد مايحب الامهات ابنائهم

له حادثة عجب ذكرها أصحاب السير وأصلها في صحيح البخاري
دعا النبي صلى الله عليه وسلم الناس للخروج إلى بدر ..
فلما أقبلت جموع المسلمين كانت النساء ..
وكان من بين هؤلاء الحاضرين عجوز ثكلى ، كبدها حرى تنتظر مقدم ولدها ..
فلما دخل المسلمون المدينة بدأ الأطفال يتسابقون إلى آبائهم ، والنساء تسرع إلى أزواجها ، والعجائز يسرعن إلى أولادهن ، .. وأقبلت الجموع تتتابع ..
جاء الأول .. ثم الثاني .. والثالث والعاشر والمائة ..ولم يحضر حارثة بن سراقة ..
وأم حارثة تنظر وتنتظر تحت حرّ الشمس ، تترقب إقبال فلذة كبدها ، وثمرةِ فؤادها ،
كانت تعد في غيابه الأيام بل الساعات ، وتتلمس عنه الأخبار ، تصبح وتمسي وذكره على لسانها ..

تســــائل عنه كل غاد ورائح وتومــيء إلى أصحابه وتسلــم
فـللـه كـم مـن عـبرة مهراقة وأخـرى على آثارها لا تقــدم
وقــد شرقت عين العجوز بدمعها فتنظــر من بين الجموع وتكتم
وكانت إذا ما شدها الشوق والجوى وكادعرى الصبر الجميل تفصم
تذكـــر نفسـاً بالتلاقي وقربه وتوهمهــا لكنهـــا لا توهم
وكـــم يصبر المشتاق عمن يحبه وفي قلبـه نـار الأسى تتضــرم

ترقبت العجوز وترقبت فلم تر ولدها ..
فتحركت الأم الثكلى تجر خطاها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ودموعها .. ..
فنظر الرحيم الشفيق إليها فإذا هي عجوز قد هدها الهرم والكبر ، وأضناها التعب وقلّ الصبر ، وقد طال شوقها إلى ولدها ، تتمنى لو أنه بين يديها تضمه ضمة ، وتشمه شمة ولو كلفها ذلك حياتها ..
اضطربت القدمان ، وانعقد اللسان ، وجرت بالدموع العينان ..
كبر سنها ، واحدودب ظهرها ، ورق عظمها ، ويبس جلدها ، واحتبس صوتها في حلقها ..
وقد رفعت بصرها تنتظر ما يجيبها الذي لا ينطق عن الهوى ..
فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ذلها وانكسارها ، وفجيعتَها بولدها ، التفت إليها وقال :
ويحك يا أم حارثة أهبلت ؟! أوجنةٌ واحدة ؟! إنها جنان ، وإن حارثة قد أصاب الفردوس لأعلى ..
فلما سمعت العجوز الحرى هذا الجواب : جف دمعها ، وعاد صوابها ، وقالت : في الجنة ؟ قال : نعم .
فقالت : الله أكبر .. ثم رجعت الأم الجريحة إلى بيتها ..
رجعت تنتظر أن ينزل بها هادم اللذات ..ليجمعها مع ولدها في الجنة ..
لم تطلب غنيمة ولا مالاً ، ولم تلتمس شهرة ولا حالاً ، وإنما رضيت بالجنة ..
ما دام أنه في الجنة يأكل من ثمارها الطاهرة ، تحت أشجارها الوافرة ، مع قوم وجوههم ناضرة ، وعيونهم إلى ربهم ناظرة ، فهي راضية ، ولماذا لا يكون جزاؤهم كذلك ..
وهم طالما يبست بالصيام حناجرهم ، وغرقت بالدموع محاجرهم ..
طالما غضوا أبصارهم عن الحرام ، واشتغلوا بخدمة العزيز العلام ..
فهم في جنة ربهم يتنعمون ...
{ عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ * مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ *يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ * لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ *وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ * وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ * جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلَا تَأْثِيماً * إِلَّا قِيلاً سَلَاماً سَلَاماً } [ الواقعة/15-26]
وأينما سرت في ركب الصالحين لتجدن طلب الجنة يملأ قلوبهم ويشغل نفوسهم .. قد تعلقت بها أرواحهم حتى لم تقم لغيرها وزنا .. فهان عليهم كل شيء في سبيل الوصول إليها ..
أبو الدحداح ثابت بن الدحداح رضي الله عنه .. كان له نبأ عجب ..
روى البخاري ومسلم عن أنس : أن غلام يتيم من الأنصار كان له بستان ملاصق لبستان رجلاً منذ سنين فأراد الغلام أن يبني جداراً يفصل بستانه عن بستان صاحبه فلما بدأ يبني هذا الجدار اعترضته نخلة في طريق هذا الجدار فذهب إلى صاحبه ..
وقال : يا أخي عندك نخل كثير في بستانك فلا يضرك أن تعطيني هذه النخلة التي اعترضت جداري إذا هي من نصيبك لو كانت من نصيبي لأقمت الجدار وأدخلتها فيه لكن المشكلة أنها من نصيبك ولا يستقيم الجدار حتى أدخلها في نصيبي
فقال : صاحبه لا ولله لا أعطيك النخلة
فقال : يا أخي ما يضرك أعطني النخلة أو بعني أيها.
قال : لا والله ما أفعل شيئاً من ذلك
قال : يعني ما أقيم جداري
قال : ذلك أمر إليك وليس إلي
فذهب هذا اليتيم إلى النبي – صلى الله عليه وسلم-
فقال : يا رسول الله أن بستاني بجانب بستان فلان وأني أردت أن أبني جداراً في وسط البستان فاعترضتني نخلة لا يستقيم الجدار إلا إذا أدخلتها في نصيبي لكنها يا رسول الله من نصيب صاحبي وقد سألته أن يعطيني إياها فأبى علي يا رسول الله يا رسول الله فاشفع لي عنده أن يعطيني النخلة
فقال - صلى الله عليه وسلم - : أدعوه إلي فذهب اليتيم إلى صاحبه
فقال : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعوك
فلما جاء حتى مثل بين يدي النبي – صلى الله عليه وسلم – ألتفت إليه صلى الله عليه وسلم
وقال : قد كان بستانك بجانب بستان صاحبك وأراد هذا اليتيم أن يبني جداراً بفصل بستانه عن بستانك فاعترضته نخلة هي من نصيبك .
قال : نعم.
قال : فأعطي هذه النخلة لأخيك .
قال : لا ( أعاد عليه الصلاة والسلام الطلب ثلاث والرجل يرفض )
فقال - صلى الله عليه وسلم - : أعطه النخلة ولك بها نخلة في الجنة .
قال : لا
بعد ذلك سكت الرسول ماذا يقول أكثر من ذلك سكت ..
كان من بين الصحابة الحاضرين ( أبو الدحداح ) رضي الله عنه فلما رأى هذا العرض نخلة في الدنيا بنخلة في الجنة ( ونخلة الجنة منها ما يسير الراكب 100 عام لا يقطعها ) فلما سمع أبو الدحداح ذلك لم يصبر على ما سمع ثم قال : يا رسول الله أرأيت أن شريت نخلة هذا ثم أعطيتها لفلان يكون عندي نخلة في الجنة
فقال - صلى الله عليه وسلم : نعم يكون عندك نخلة في الجنة .
أبو الدحداح بدأ يفكر ماذا عنده من الأموال يستطيع أن يغري بها صاحب النخلة ليستخرجها منه إلى ملكه ثم يعطيها لذلك اليتيم بداء يفكر فتذكر أن له بستان يتمناه أكثر تجار أهل المدينة بستان فيه 600 نخلة وبئر وبيت .
فقال أبو الدحداح : يا فلان يا صاحب النخلة
قال : ما تريد
قال : تعرف بستاني الذي في المكان الفلاني بستان كامل تعرف البستان
قال : نعم أعرفه وهل يجهله أحد بستانك فيه تمر طيب هل يجهله أحد
قال : يا فلان خذ بستاني كله وأعطني هذه النخلة .. خذ بستاني كله بما فيه من شجر وبئر وبيت وغير ذلك وأعطني هذه النخلة ..
لكن الرجل نظر إلى أبي الدحداح ثم ألتفت على الناس فإذا هم يشهدون على هذا البيع.
فقال : نعم أخذت البستان وأعطيتك النخلة
فلتفت أبو الدحداح رضي الله تعالى عنه إلى اليتيم ثم قال : يا فلان النخلة مني إليك خذها وذهب فأخذها ثم ألتفت أبو الدحداح إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: يا رسول الله الآن أصبح عندي نخلة في الجنة.
فقال صلى الله عليه وسلم : كم من عذق رداح لأبي الدحداح في الجنة ( أي : كم من عذق رداح: مليء بالثمر لأبي الدحداح في الجنة )
يقول أنس راوي الحديث : ما قالها مرة ولا مرتين ولا ثلاث مازال صلى الله عليه وسلم يكررها- كم من عذق رداح لأبي الدحداح في الجنة ... حتى خرج أبو الدحداح ..
أبو الدحداح بعد ما تم البيع ذهب إلى البستان ليخرج بعض أغراضه منه .. فلما حرك باب البستان ليدخل فإذا بصوت زوجته و أولاده يلعبون داخل البستان أراد أن يفتح الباب ليدخل ما تحملت نفسه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أملى الجنان




عدد المساهمات : 477
نقاط : 27628
تاريخ التسجيل : 04/10/2009
العمر : 35

المشتاقون الى الجنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: المشتاقون الى الجنة   المشتاقون الى الجنة I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 12, 2010 8:46 pm

( يدخل إليهم ويقول ما عندنا بستان هذا البستان الذي نجمع من الأموال سنين عديدة حتى نشتريه أو حتى يبقى لأولادنا من بعدنا الآن يذهب عنا بطرفة عين ما تحمل أن يخرج أولاده من هذه السعة إلى الضيق ).. حرك الباب .. حرك الباب ما استطاع أن يدخل فصاح بأعلى صوته وهو خارج البستان .
قال : يا أم الدحداح .
( أم الدحداح داخل البستان تعجبت ما دخل أبو الدحداح اليوم هذا بستانه العادة أنه يدخل !!)
قالت : لبيك يا أبا الدحداح .
قال : أخرجي من البستان .
قالت : أخرج من البستان !!!
قال : نعم لقد بعته .
قالت : بعته .. بعت البستان يا أبا الدحداح !!! بعته لمن ؟!
قال : بعته لربي بنخلة في الجنة .
قالت : الله أكبر .. ربح البيع يا أبا الدحداح .. ربح البيع يا أبا الدحداح لاتدخل .. ما تدخل ..
ثم أخذت أطفالها تخرجهم لما وصلوا إلى باب البستان أوقفتهم ثم فتشت جيوبهم فمن كان معه شيء من الثمر أخرجته ثم وضعته في البستان وقالت : : هذا ليس لنا هذا لله رب العالمين ..
أحد أطفالها الصغار جائع أخذ تمرة ووضعها في فمه يأكلها وهو خارج فأوقفته ثم فتحت فمه وأخرجت هذه التمرة ووضعتها قالت : : هذا ليس لنا هذا لله رب العالمين ..
نعم خرجت أم الدحداح وخرج أبو الدحداح وتركوا البستان والأشجار ، وفارقوا الظلال والثمار
نقلوا عيشَ دنياهم من الحدائق إلى المضائق ،
تركوا الشهوات ، واشتغلوا بالقربات ، عطشوا في دنياهم وجاعوا ، وذلوا لربهم وأطاعوا ، فارقوا في طلب رضاه كلَّ شيء وباعوا
فعل ذلك أبو الدحـداح حتى يكون هو وزوجته مع أولادهما في ظلال على الأرائك يتكئون
{ إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ * هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ * لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ * سَلَامٌ قَوْلاً مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ } [ يس/55-58]
ولا يزالون في مزيد فهو سبحانه البر الرؤوف الرحيم
{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ * فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ * وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ * وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ * يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْساً لَّا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ * وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ * وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ * قَالُوا أنا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ * أنا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ } [ الطور/28]
المشتاقون إلى الجنة .. لم يكتفوا بقيام الليل وصيام النهار ، والعفة عن النظر إلى المحرمات ، والاشتغال بالطاعات ، بل نظروا إلى أعز ما يملكون ، إلى أنفسهم التي بها قوام حياتهم ، ثم قدموها في سبيل رضا العزيز الحكيم ..
في معركة بدر .. اشتدّ البلاء على المسلمين ..
إذ قد خرج المسلمون لا لأجل القتال وإنما خرجوا لأخذ قافلة لقريش كانت قادمة من الشام ، ففوجئوا بأن القافلة قد فاتتهم وأن قريشاً قد جاءت بجيش من مكة كثيرِ العدد والعدة لحربهم ..
فلما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم ضعف أصحابه وقلة عددهم وضعف عتادهم ..
فاستغاث بربه ، وأنزل به ضره ومسكنته ،فما زال يدعو ربه إلى ان جاء النصر وبشره ربه جل جلاله بالظفر .. ثم خرج إلى أصحابه فإذا هم قد لبسوا للحرب لأمتها ، واصطفوا للموت كأنما هم في صلاة ،
تركوا في المدينة أولادهم ، وهجروا بيوتهم وأموالهم ، شعثاً رؤوسهم ، غبراً أقدامهم ، ضعيفة عدتهم وعتادهم .
فلنا رأى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ، صاح بهم وقال :
قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر ، إلا أدخله الله الجنة ..
فقام عمير بن الحمام .. فقال يارسول الله الجنة ؟
قال نعم .
قال مابيني وبين الجنة الا ان يقتلنني هؤلاء..
قال: نعم
قال : الله اكبر .. ثم اخرج تمرات من جيبه هي غدائه وفطوره وعشائه لا يملك غيرها ..
اكل الاولى يتقوى بها على القتال ثم مضغها بسرعة ثم اكل الثانية والثالثة ثم نظر اربع تمرات في يده
فقال انها لحياة طويلة ان عشت حتى اكل هذه الاربع تمرات ..ثم القاها من يده ثم اخرج سبفه من غمده وكسر الغمد والقى بنفسه بين الكفار..حتى خر صريعا مجندلا ..
نعم رحل عمير من دار الأشرار ونزل في جوار الملك الجبار ، انتفع بما قدم من صيام النهار ، ورفعه بكاء الأسحار ، وسكن في جنات تجري من تحته الأنهار ..برحمة العزيز الحكيم ..
الذي أجزل لهم الثواب ، وسماهم الأحباب ، وأمنهم من العذاب ، الملائكة يدخلون عليهم من كل باب ،
لهم فيها ما تشتهي أنفسهم ، ولا يزالون في مزيد
{ وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ * وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ * وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ * وَمَاء مَّسْكُوبٍ * وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ *وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ * أنا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً * عُرُباً أَتْرَاباً * لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ } [ الواقعة/28-38]
المشتاقون إلى الجنة لهم مع ربهم تعالى أخبار و أسرار
كلما زاد ربهم في بلائهم وامتحانهم ، ازدادوا صبراً واحتساباً
فهو سبحانه أكبر المنعمين ، ولا يقبل أن يعامله عباده بالمجان بل يعظم لهم الأجور .. ويكفر لهم السيئات
وما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب حتى الشوكة يشاكها .. الا كفر عنه من خطاياه
استمع إلى هذا الخبر العجيب ..
روى البخاري عن عطاء بن أبي رباح ..انه وقف يوما مع عبدالله ابن عباس رضي الله عنهما فمرت امة عجوز سوداء فالتفت ابن عباس إلى عطاء فقال ألا اريك امرأة من اهل الجنة ؟؟
فتعجب عطاء امرأة من اهل الجنة !!
قال عجبا من أهل الجنة وتمشي بيننا الآن.؟
قال ابن عباس نعم امرظاة إذا ماتت دخلت الجنة ..
قال نعم ارني هذه المرأة ..
فأشار ابن عباس إلى الأمة السوداء وقال تلك االامة السوداء مرأة من أهل الجنة ..
قال عطاء وماأدرام ياابن عباس.؟
قال ابن عباس .. تلك الامة جاءت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم قبل سنين وكانت تصرع
جاءت إليه صلى الله عليه وسلم تلتمس منه أن يغير مجرى حياتها فقد تعذبت فيها أشد العذاب ..لا أحد يتزوجها .. ولا يجلس معها .. الناس يخافون منها .. والأطفال يضحكون منها .. تصرع بين الناس في أسواقهم .. وفي بيوتهم .. وفي مجالسهم ..
حتى استوحشوا من مخالطتها .. ملت من هذه الحياة فجاءت إلى الرحيم الشفيق .. ثم صرخت من حرّ ما تجد :
إني أصرع .. فادع الله تعالى أن يشفيني ..
فقال -صلى الله عليه وسلم- لها : إن شئت دعوت الله لك فشفاك وان شئت صبرت ولك الجنة ..
فلما انتهى النبي صلى الله عليه وسلم من كلامه ..
نظرت المرأة وتأملت في حالها ومرضها .. ورددت كلامه صلى الله عليه وسلم في عقلها ..
فإذا هو يخيرها بين المتعة في دنيا فانية يمرض ساكنها ، ويجوع طاعمها ، ويبأس مسرورها ، وبين دار ليس فيها ما يشينها ، ولا يزول عزها وتمكينها ،
دار قد أشرقت حِلاها ، وعزت علاها ،
دار جلَّ من بناها ، وطاب للأبرار سكناها ، وتبلغ النفوس فيها مناها
فقالت الأمة المريضة يا رسول الله : بل أصبر .. أصبر يا رسول الله ..
وصبرت حتى ماتت .. وليتعب جسدها ..ولتحزن نفسها ..ما دام أن الجنة جزاؤها ..
الله أكبر .. زال نصبهم ، وارتفع تعبهم ، وحصل مقصودهم ، ورضي معبودهم ..ما أتم نعيمهم ، وأعز تكريمهم ، يتقون في الدنيا .. ليفوزوا يوم القيامة ..
{ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً * حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً * وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً * وَكَأْساً دِهَاقاً * لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلَا كِذَّاباً * جَزَاء مِّن رَّبِّكَ عَطَاء حِسَاباً } [ النبأ/31-36]
في الجنة :
أعد الله لهم القصور والأرائك ، وأخدمهم الغلمان والملائك ، وأباحهم الجنان والممالك ، وسلم عليهم الرب العظيم المالك .. { سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ } [ الرعد/24]
قال الله ( وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ )
صبروا ...على الأمراض والأسقام ، وعلى الأدواء والأورام ،
صبروا ...على الفقر واللأواء ، والضيق والبلاء ..
صبروا ... على حفظ الفروج ، وغض الأبصار ، ومناجاة ربهم في الأسحار ..
{ وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ * سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ } [ الرعد/22-24]
أولئك الصابرون الذين اشتاقوا إلى الجنات ، واستبشروا بها فتحملوا مرضهم ، وكتموا أنينهم ، وسكبوا في المحراب دموعهم ، فما مضى إلا قليل حتى فرحوا بجنات النعيم
وإذا رأى أهل العافية يوم القيامة ما يؤتيه الله تعالى من الأجور لأهل البلاء ودوا لو أن جلودهم قرضت بالمقاريض في الدنيا وان اعظم البلاء قد صب عليهم في سبيل ان يكونوا من اهل الجنة..
{ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ * وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ } [ فاطر/33-35]
بل استمع إلى هذا الامتحان الصعب الذي أثبت فيه المحبون أنهم إلى ربهم مشتاقون ، وفي رضاه راغبون ، ولسان حالهم :



فليتك تحلوا والحياة مريرة . . وليتك ترضى و الانام غضاب


وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب


إذا صح منك الود فالكل هين .. وكل الذي فوق التراب تراب

وفي معركة أحد : كان للمحبين امتحان آخر ..
روى مسلم في صحيحه : عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-أن المشركين لما ظهروا على المسلمين في معركة احد فر جمع من المسلمين وقتل جمع آخر .. ثم بقي النبي -صلى الله عليه وسلم- مكشوفا ليس معه سوى سبعة من الأنصار ورجل من قريش ، فجاء إليه جمع من المشركين يسوق بعضهم بعضا .. يتدافعون لقتل النبي-صلى الله عليه وسلم- فقال : من يردهم عنا وهو رفيقي في الجنة ؟ فجاء رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل . ثم اقبل المشركون اخرى فالتفت النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال : من يردهم عنا وهو رفيقي في الجنة ،فجاء رجل آخر من الأنصار فقاتل حتى قتل حتى قتل السبعة ..
فعلوا كل ذلك طمعاً في مغفرة الله تعالى ، وخوفاً من شر يوم الحسرة والندامة
{ فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً * وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً * مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلَا زَمْهَرِيراً * وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً * وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا * قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً *وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً * عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً *َيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً * وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً } [ الإنسان/11-20]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أملى الجنان




عدد المساهمات : 477
نقاط : 27628
تاريخ التسجيل : 04/10/2009
العمر : 35

المشتاقون الى الجنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: المشتاقون الى الجنة   المشتاقون الى الجنة I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 12, 2010 8:52 pm

فهؤلاء السبعة ملوك على الأسرة في الجنة ، ومن صدق الله صدقه الله فهؤلاء السبعة ملوك على الأسرة في الجنة ، ومن صدق الله صدقه الله



وهم الملوك على الأسرة فوق هاتيك الرؤوس مرصع التيجان


ولباسهم من سندس خضور ومن إستبرق نوعان معروفان


هذا وتصريف المآكل كل منهم عرق يفيص لهم من الابدان


كروائح المسك الذي ما فيه خلـط غيره من سائر الألوان


فتعود هاتيك البطون ضوامرا تبغي الطعام على مدى الازمان


لا غائط فيها ولا بول ولا مخط ولا بصق من الانسان


ويرونه سبحانه من فوقهم رؤيا العيان كما يرى القمران


أو ما سمعت منادي الايمان يخبر عن منادي جنة الحيوان


يا أهلها لكم لدى الرحمن وعد وهو منجزه لكم بضمان


قالوا أما بيضت أوجهنا كذا أعمالنا اثقلت ففي الميزان


وكذاك قد أدخلتنا الجنات حين أجرتنا من مدخل النيران


فيقول عندي موعد قد آن أن أعطيكموه برحمتي وحناني


فيرونه من بعد كشف حجابه جهرا روى ذا مسلم ببيان


والله لولا رؤية الرحمن في الـــجنات ما طابت لذي العرفان


والله ما في هذه الدنيا ألـــــــذ من اشتياق العبد الرحمن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المشتاقون إلى الجنة ، قد يذنبون ويخطئون ، فكل بني آدم خطاء ، لكنهم يسرعون إلى التوبة والاستغفار ، ويغلبهم الخوف من العزيز الجبار ..
أولئك الصالحون قد يذنبون لكنهم إذا لاحت لهم ذنوبهم تجافت عن المضاجع جنوبهم ، وإذا ذكر الله وجلت قلوبهم ..
صفوا أقدامهم في المحراب ، وأناخوا مطاياهم على الباب ، في طلب مغفرة الرحيم التواب ..



فهم في محاريبهم أسعد من أهل اللهو في لهوهم ..


فلو أبصرت عيناك موقفهم بها وقد بسطوا تلك الأكــــف ليرحموا


فـــــلا تـــــــــرى إلا خــــاشعاً متذللاً وآخــــــــــــــــر يبكــــي ذنبه يترنم


تراهم على المحراب تجري دموعهم بكياً وهم فيها أسرّ وأنعـــــــــــــم


ينــــــــــــــادونه يا رب يا رب إننا عبيدك لا نبــــــغي سواك وتعلم


وهـــــــــــانحن نرجو منك ما أنت أهله فأنت الــذي تعطي الجزيل وتنعم


فمــــــــــــــا منكم بد ولا عنكم غنى ومـــــــــا لنا من صبر فنسلو عنكم


ومــــن شاء فليغضب سواكم فلا إذا إذا كنتم عن عبدكم قد رضيتم


فلله ذاك المشهد الأكرم الذي كموقف يوم العرض بل ذاك أعظم


ويدنــــــــوا به الجبــــــــار جل جلاله يباهي بهم أملاكه فهـــــــــــــــو أكرم


يقــــــــول عبادي قد أتوني محبة وإني بهم برٌ أجـــــــــــــود وأكرم


فـــأشهدكم أني غفرت ذنوبهم وأعطيتهــــــــــــم ما أملوه وأَنعَم

حاسبوا أنفسهم أشد المحاسبة ، وصاحوا بها بألسن المعاتبة ، وبارزوا إبليس بالمحاربة ، علموا أن عدوهم الأكبر هو إبليس ، تكبر أن يسجد لأبيهم آدم ، ثم كاد له فأخرجه من الجنة ، ثم أقسم ليحتنكن ذريته إلا قليلاً ،
ذريته إلا قليلاً ،
لم يفرح إبليس منهم بمعصية ، فعجباً لهم من أقوام :
جن عليهم الليل فسهروا ، وطالعوا صحف الذنوب فانكسروا ، وطرقوا باب المحبوب واعتذروا ،
واستمع إلى قصة من أعجب القصص أوردها أبو نعيم في حلية الأولياء وأشار إليها ابن حجر في الإصابة وابن حبان في الثقات
وهي عن شاب من الصحابة وهي عن شاب من الصحابة
غلامٌ لم يتجاوز عمره ست عشرة سنة
ثعلبةُ بن عبد الرحمن .. غلام كان يكثر الجلوس عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فكان عليه الصلاة والسلام إذا اراد حاجة من احد اصحابه
ارسله فيها فدعاه النبي -صلى الله عليه وسلم- يوما .. فارسله في حاجة من الحاجات ..
فذهب ثعلبه فمر ببيت من بيوت الانصار وكان باب البيت مفتوحا
فلما مر به ثعلبه .. فالتفت بداخل البيت فإذا بستر مرخى على حمام..
فنظر إلى هذا الستار فأتت الريح فحركت الستر فإذا وراء الستر امرأة تغتسل..
فكأنه نظر إليها نظرة او نظرتين ثم قال أعوذ بالله
رسول الله يرسلني في حاجاته وانا انظر إلى عورات المسلمين والله لينزل الله فيي ايات وليذكرني الله تعالى مع المنافقين
ثم خشي ان يرجع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وخاف ان يرجع إلى منزله ثم يرسل النبي-صلى الله عليه وسلم- في طلبه
فهام على وجهه..
انتظره النبي-صلى الله عليه وسلم- ولم يأت ثعلبه
فقال ياعمر ياسلمان اين ثعلبه
فقالوا يارسول الله لعله عرض له حاجة فانتظره ..
فلم يزل النبي -صلى الله عليه وسلم- ينتظره ..
فأتى اليوم واليومين فلم يأت ثعلبه
فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- ياعمر ياسلمان اذهبا وابحثا عنه في المدينة
ذهبا وبحثاه ثم عاداه إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال يارسول الله بحثنا عنه في المدينة وماوقفنا له على اثر
لعله ذهب يمينا او شمالا ولعله ياتي إليك بعد حين
فمضت الايام والنبي -صلى الله عليه وسلم- يتلمس خبره ويتأمله ثم لم يرجع بخبر إليه عنه
قال ياعمر .. ياسلمان اذهبوا وابحثوا عنه في الفلوات ..
فبينما هم يمشون وينظرون في الاثار.. اذ وقفوا على جبال بين مكة والمدينة واخذوا ينظرون في الاثار التي حولها فإذا بأعراب يرعون غنم لهم باسفل هذه الجبال
فلما نظر احد اولئك الاعراب الصحابة سألهم وقال عن ماذا تبحثون
فقال لهم عمر نبحث عن فتى من صفته كذا وكذا فقال ذاك الاعرابي لعلكم تبحثون عن الفتى البكاء
قال عمر والله لاندري عن بكاءه ..لكن ماخبر ذلك الفتى ؟؟
قال الاعرابي في سفح ذلك الجبل شاب منذو اربعين يوما لانسمع الا بكاءه وعويله واستغفاره
قال عمر فمتى ينزل وكيف السبيل إليه
قال انه ينزل إذا غربت الشمس فيأتي إلينا فنحلب له مذقة لبن فيشربها ثم يصعد في الجبل مرة اخرى
فختبأ له عمر وسلمان ومن معهم من الصحابه وراء صخرة
فمازالوا يترقبونه فلما قاربت الشمس الغروب وغربت نزل ..فإذا هو كأنه فرخ منتوف بالٍ من شدة البكاء ..
نزل منكسَ الرأس .. كسيرَ الفؤاد .. دامعَ العينين .. يجر خطاه على الأرض حزناً وذلاً ..
اتى حتى وقف عند اولئك الاصحاب..ولم ير الصحابه ثم قربوا ذلك اللبن فلما تجرعوا اخذ يجر خطاه ويرجع إلى الجبل..
فخرج له عمر وسلمان فلما رأهما فزع وقال ماتريدان مني
قالوا ان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يطلبك..؟
قال ياقوم لعل الله انزل فيي ايات
قالوا ماندري..
قال ذكرني الله تعالى مع المنافقين
قالوا ماندري
لكنه -صلى الله عليه وسلم- يطلبك
قال ياقوم ارحموني واتركوني اموت في سفح هذا الجبل
قالوا والله مانتركك..
فاخذوه إلى المدينة واضجعوه على فراشه ..
ومضى عمر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال يارسول لقد وجدنا ثعلبه في سفح جبال بين مكة والمدينة
قال اين هو..؟
قال يارسول الله هو ذاك في منزله ..ان شئت ان تأتيه فافعل ..
فمضى النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى وصل إلى بيت ثعلبه فلما حرك الباب ليدخل فلما سمع ثعلبه صوت النبي -صلى الله عليه وسلم- التفت وقال يارسول الله انزل الله فيّ ايات
قال كلا
قال ذكرني الله مع المنافقين
قال كلا
ثم جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وتربع جالسا بجانب ثعلبه ثم حمل راس ثعلبه ووضعه على فخذه الشريفة
فبكى ثعلبه وقال يارسول الله .. ابعد راسا قد امتلأ بالذنوب والمعاصي عن فخذك يارسول الله
فقال -صلى الله عليه وسلم- : كلا
فبكى ثعلبه..فقال -صلى الله عليه وسلم- ياثعلبه ماترجو..؟
قال ارجو رحمة ربي..
قال ومم تخاف
قال اخاف من عذاب الله
قال ومما تؤمل.؟
قال اامل مغفره الله تعالى
قال-صلى الله عليه وسلم- اني لارجو الله ان يعطيك ماترجو وأن يأمنك ممن تخاف
ثم بكى ثعلبه
ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويرجيه في ربه تعالى ثم تحامل ثعلبه على نفسه وقال يارسول الله اني اشعربدبيب كدبيب النمل بين عظمي ولحمي وجلدي.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم- اوماتجد ذلك ياثعلبه
قال نعم
قال ذاك الموت قد نزل بك
ثم تشهد ثعلبه ..فمات
فغسله النبي -صلى الله عليه وسلم-وكفنه وصلى عليه والصحابه يحملون نعشه يمضون به إلى قبره..
ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمشي وراءه باطراف قدميه كانه يمشي في زحام فالتفت إليه عمر وقال تمشي باطراف قدميك والناس قد اوسعولك..؟
قال النبي -صلى الله عليه وسلم- ويحك ياعمر والله لاأجد لقدمي موضعا من كثرة مايزاحمني عليه من الملائكة..
أيها الأخوة الكرام
هذه هي الجنة .. وهؤلاء هم المشتاقون إليها
الذين راغموا الشيطان .. وتقربوا إلى الرحمن ..
المشتاقون إلى الجنة الذين أخلصوا لله تعالى توحيدهم فلم يدعوا غير الله ، ولم يتوجهوا إلى قبر في طلب حاجة ولم يحلفوا بغير الله تعالى ، ولم يتدنسوا بسحر ولا شعوذة ..
بل حرصوا على أن تصفو عقائدهم من شوائب الشرك حتى يلقوا ربهم وهو راض عنهم ..
كيف يكون مشتاقاً إلى الجنة ..ويرجو دخولها من يتمسح بالقبور لطلب البركات ؟ أو يذبح عند هذه القبور تقرباً إلى أهلها ؟ أو يعتقد أن من الأولياء والصالحين من يملك له ضراً أو نفعاً فيتبرك به ويعظمه طلباً لهذا النفع أو دفعاً لذلك الضر ؟
المشتاقون إلى الجنة الذين حفظوا نساءهم ، وأحسنوا تربية أولادهم فعلموهم الصلاة وحفظوهم القرآن ، وأخلصوا في عبادة ربهم ..
المشتاقون إلى الجنة الذين عزموا على الرجوع إليها إذ هي منازلهم الأولى قبل أن يكيد لهم إبليس مكائده ..
فإن تكن اشتقت إلى الجنة فهي قريبة ..


فــحي على جنات عدن فإنهـا منازلنا الأولى وفيها المخـيم


ولــكننا سبي العدو فهل تـرى نعود إلى أوطاننـا ونسلـم


وحي على السوق الذي فيه يلتقي المحـ ـبون ذاك السوق للقوم يعلم


وحي على روضاتها وخيامها وحي على عيش بها ليس يسأم


وحي على يوم المزيد الذي به زيارة رب العرش فاليوم موسـم


فلله برد العيش بين خيامهـا وروضاتها والثغر في الروض يبسم


ولله واديها الذي هو موعد المز يـد لوفـد الحب لو كنت منهـم


بذيالك الوادي يهيم صبابـةً محب يرى أن الصبـابة مغنـم


ولله أفراح المحبيـن عنـدمـا يخاطبـهم من فـوقهم ويـسلم


وللـه أبـصارٌ ترى الله جهرة فلا الضيم يغشـاها ولا هي تسـأم


فيا ساهياً في غفلة الجهل والهوى صريع الأماني عن قريب سيندم


أفق قد دنى الوقت الذي ليس بعده سوى جنة أو حر نار تضرم


وهيئ جواباً عندما تسمع الندا من الله يوم العرض ماذا أجبتموا ؟


به رسلي لما أتوكم فمن يكن أجاب سواهم سوف يخزى ويندم


وخذ من تقى الرحمن أعظم جنة ليوم به تبدوا عياناً جهنم


وينصب ذاك الجسر من فوق متنها فهاوٍ ومخدوشٌ وناج مسلّم


وتشهد أعضاء المسيء بما جنى كذاك على فيه المهيمن يختم


فيا ليت شعري كيف حالك عندما تطاير كتب العالمين وتقسم


أتأخذ باليمنى كتابك أم تكن بالأخرى وراء الظهر منك تسلم


وتقرأ فيه كل ما قد عملته فيشرق منك الوجه أو هو يظلم


فبادر إذا ما دام في العمر فسحة وعدلك مقبول وصرفك قيم


فهن المنايا أي واد نزلنه عليها القدوم أو عليك ستقدم

اللهم اجعلنا من المتقين الأبرار ، وأسكنا معهم في دار القرار ، ولا تجعلنا من المخالفين الفجار ، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار ، يا من لم يزل ينعم ويجود ، برحمتك …
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المشتاقون الى الجنة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حكم الاسماع إلى ((طيور الجنة ..كراميش))
» معنى قَول النبي صلى الله عليه وسلم: ((يقادون إلى الجنة في السلاسل))

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الروح و الريحان النسائي :: ملتقى المكتبة :: الصوتيات والمرئيات-
انتقل الى: